شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 122)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 122)
المحتوى
تجذرت اصوله في تربة الحياة » واضحت عريقة في نفوس الناس وتراثهم . ولا لم يكن في مخطط
النازيين المحتلين طرد هذه الشعوب من اوطانها » وهم لم يحاولوا ذلك فان الاحتلال بطبيعته لم
يلامس اكثر من سطح حياتها » وان خضخضها عاطفيا في اعماقها . وكان طبيعيا أن يهب
الوطنيون في البلاد المدتلة لقيادة شعويهم ضد المحتل ودعاياته , وضد المتعاونين معه . وقد اخذ
الشعراء الوطنيون في هذه الشعوب من ادوار الريادة ما أضفى على شعرهم , وغلى « الكلمة »
بوجه عام » امجاد! ستبقى الانسانية تفخر بها في سجل الخلود . وهكذا فان مفهوم شعر
المقاومة في اورويا يرتبط بظروف الحرب واحتلال النازيين والعمل السري في مقاومته ؛ فهو رفض
لهذا الاحتلال , وتعبئة لقوى شعوب شعرائه لدحره وانقاذ الاوطان من خزيه وويلاته . وقد وجد
هؤلاء الشعراء انفسهم ضمن تنظيمات سرية ساهموا ولا شك في خلقها » فعاشوا بين مواطنيهم
تقح المقاومة , واكتوت ارواحهم بنارها » وتحرقوا في أتونها » فكان شعرهم ؛ يؤْصله تراث
ونهضة عريقان : اصالة فن , وعمق اثر » وصدق تجرية ؛ بحيث ادى دورا حاسما في المقاومة
الوطنية » ثم سجل في النهاية انتصاره مع انتصارها . ويلغ اثره بانتصاره » ويجمعه اورويا »
بل العالم , على كراهة النازية , حداً جعل مفهومه الخاص ‎٠‏ بحكم ظروفه » يطغي على تفكير
الكثيرين » فيريدونه » بحصوصيته ؛ ان ينسحب على كل ظرف وكل زمان . وقد ينضوى مفهوم
هذا المصطلح فيما نسميه عندنا احيانا الشعر الوطني واحيانا اخرى الشعر السياسي أو
القومي , مع بعض الفروق ضيقا أى اتساعا ‏ بحسب مقتضيات الحال ؛ اذ يتجلى كثير من
عناصره وفحواه في شعر هذه القترة او تلك من حياة الامة العربية الحديتة بخاصة ‎»٠‏ وان لم
يطلق عليه المصطاح نفسه بمفهومه الاوروبي المحدد ‎٠‏ الذي انتهى بلا شك ؛ بسدق الاحتلال
الهتلري وغياب النازية ‎٠‏
: ونحن نفهم المعنى المجرد والمطلق للمقاومة ؛ أو ما يمكن ان يسمى على غرار تعريفات
الأقدمين ‏ المعنى اللغوي للمقاومة. . فادب المقاومة ‎٠‏ أو شعر المقاومة » هو ادب أو شعر يقاوم
شيئًا ما , او انه كل ادب حقيقي او شعر حقيقي يستشرف المستقبل في محاولة لتجاوز الواقع او
رفضه او تغييره . ويرى بعضهم ‎«٠‏ ان كل ادب او شعر يتخذ من اسطورة « البعث » خامة فنية
ورؤية فكرية يندرج تحت ادب المقاومة , وان الادب كأدب هو في ذاته نشاط انساني يقاوم عوامل
الضعف والخور التي قد تلم بالنفس البشرية في لحظات الاتكسار » (© .
والمقاومة » في معتاها المطلق : ليست مقصورة على شكل محدد من" اشكال العمل
التي . ولو كان الكفاح المسلح ؟ ان تتعدد اسالييها بتغذد طبيعة ملاكات العمل الوطني »
يتسع مدلولها ويترآاخى بين الصمت في حينه ويين لهجة السلاح غنذما يأخذ السلاح دوزه »
مرونا مكل الوشائل التى يمكن ان يعتمدها المقاوم لاضعاف خصنفه والتخلص منه , بالقلم ,
بالريشة.. بالازميل » بالصوت : بالعيون » بالغناء بالرقض ‎٠‏ بالصخب والغنف وحتى بالهدوء
والصنمت ؛فهويتمدد عل اوسمع مساحة منْ امكانات التصرف الانساني الراقض لواقغ ما / من
اقصى جوانب السلبية أ اقضى جواتب الايَجَابيّة' : والفنان ,دائما :ولانة « جهاز الامان »
فق الامة ولانه شاهد العصر والضمير فيها ‎٠‏ هو المرهص بولادة روح المقاومة ويزوغ نبتها .
والذي يهمنا ان نشير اليه حقيقة. , هو المفهوم. الاصطلاحي للعقاومة وما وراءه من خلفية
سياسية واجتماعية . ويمكننا ان نتلمس روح المقاومة. العربية في شبعر. الحماسة والبطولة »
تاريخ
يوليو ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10270 (4 views)