شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 125)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 125)
- المحتوى
-
الرفض ورد الفعل الآلي » فاتسم ببعض ملامح ثورية , اذ دعا الى التسلح بالعلم والى تعيير
الواقع احيانا . وتحسينه واصلاحه احيانا اخرى .
وشعر المقاومة هذا ليس نبتا شيطانيا نبت ونما وزكا في فراغ » وانما هو شعر عربي تمتد
جذوره في هذه الارض العريية فشعراوه يعترفون بتأثرهم بالشعر العربي بعامة ٠ وبالشعر في
فلسطين بخاصة » سواء وعوا بعض جوانب هذا التأثر ام لم يعوها ؛ فهم امتداد ثقافي ناضر
للشعراء السابقين عليهم في فلسطين , وكما ان مأل قضيتهم اليوم مرتبط ببداياتها ويكيفية
تطورها , فان هذا الشعر هو ثمار التراكم الثقافي لديهم ولدى اجيالهم ٠ وهو مرتيط يبدايات هذه
الثقافة وفي جذورها لدى الاجيال التي سبقتهم , وفي كيفية تطورها ايضا . ومن هنا فانه من
الاجدى ان نلج ابهاء هذا الشعر من على عتباته الطبيعية مدخلا اساسيا لدراسته وتقويمه
وتقدير دوره وواقعه . وهكذا , فاننا نرى ان جذور هذا الشعر وخلفياته يمكن ان تمتد الى مطالع
هذا القرن » حيث كانت مرحلة تحول حياتية تتحدد وتتبلور وترهص بالاحداث . وامتدت هذه
المرحلة وتطورت بكل مظاهرها الحياتية . وكان الشعر من ابرز ملامح هذه المظاهر ومن اهم
معالمها .
الشعر واليقظة العربية في فلسطين قبيل الاحتلال البريطاني
كانت البلاد العربية » وفلسطين جزء منها . قسما مهما من اقسام الامبراطورية
العثمانية » وظلت فلسطين دائما تشكل الجزء الجنوبي من بلاد الشام » فكانت تحت حكم
العثمانيين تتداخل بصور مختلفة ضمن تقسيماتها الادارية كجزء ملتحم بهذه البقعة
الجغرافية » الا ما كان من استقلال متصرفية القدس ٠ فقد ظلت ترتبط بوزارة الداخلية في
عاصمة السلطنة مباشرة ٠ وذلك لمكانة القدس الدينية والتاريخية .
ولم تعرف التقسيمات التي تعهدها اجيالنا الحديتة الا مع نكبة هذه المنطقة بالاستعمار
الاوروبي الحديث الذي خلقها ظلما وعدوانا » وراح يرسخ هذا التمزيق ويبرز حدوده ويثبتها
طوال حقبة الزمن التي اعقبت الحرب العالمية الاولى . ففلسطين , بحدودها التي اصطنعها
الانتداب البريطاني لم تكن الا معلما من معالم الصورة العامة لبلاد الشام » اوملمحا من ملامح
وجهها . وانه لمن اسوأ الامور واشدها مرارة على النفس ان نضطر دائما في دراستنا الادبية
الحديثة ان نفرد هذه الاقطار بدراسات مستقلة خاصة بكل قطر ومتمشية مع تقسيمات
الاستعمار وحدوده السياسية التي حددها بها . مع ان الانتاج الادبى في كل منها كان جزء! من
مجموع الانتاج الادبي العام فيها . وتحت الظروف العامة المتشابهة للبلد الواحد مع الفوارق
الجزئية الطبيعية بين المراكز والاطراف . فاذا ما القينا نظرة على احوال هذه البلاد تحت الحكم
العثماني ٠ فاننا نجدها متشابهة على العموم في النواحي الادارية والاجتماعية والاقتصادية
والثقافية والفكرية والتعليمية , الا في حالات خاصة اختص بها لبنان تحت ظروف معينة في فترة
من الزمن . تلك احوال حكمها , على العموم » الجمود والتخلف والتقهقر ؛ اذ كان الجهل يخيم
على جمهور الناس ويتحكم في مجرى الحياة العامة ويوجه تياراتها . « وقد ظلت فلسطين طوال
القرن التاسع عشر خالية من اي ضرب من ضروب التعليم الحكومي الحديث الذي يعين على
ايجاد نهضة ادبية أنئذ . فقد كانت المدارس إما « كتاتيب وقفية » دينية قديمة لم
تئل أي حظ من الاصلاح ٠ مهمتها تعليم شيء من القراءة والكتابة والتجويد؛ وإما مدارس
15 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 104
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)