شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 127)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 127)
- المحتوى
-
يشاركوا في صنع تراث جديد ... ان القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين لم يضما جذور
النهضة الادبية والفكرية الحديثة في الداخل » وان كانا قد القيا ببذور اثمرت في الخارج , 5) .
وهكذا لم يكن في مقدور فلسطين ان تنفردبحياة ثقافية متكاملة ومستقلة , شأنها شأن كل جزء
بالخسبة إلى الكل الذي ينتمي اليه » فلا عجب اذن ان تخلى في ظل العثمانيين لهذه الاسباب
مجتمعة . من العوامل التي تبعث النهضات الفكرية والادبية في الامم .
بالاضافة الى هذه العناصر التى تألفت منها صورة الحياة الثقافية في فلسطين , عرفت
البلاد بعض العناصر الاخرى منذ بدايات القرن العشرين , فظهرت الصحافة الوطنية ؛ ان
أنشئت بعض الصدف في القدس وحيفا ويافا وعكا وبيت لحم وسواها من المدن . وأسست كذلك
بعض الاندية والجمعيات والحلقات الادبية منذ اواخر القرن التاسع عشر , ثم نمت نموا لافتا
للنظر في الخنصف الاول من القرن العشرين . كما كان للاحداث السياسية التي كانت تعتمل
داخل الامبراطورية تأثير كبير في حياتها » وتركت بصماتها واضحة على الحياة الثقافية بخاصة ,
وكان من اهم هذه الاحداث اعلان الدستور عام 15048 حيث كان قمة لاحداث تمخضت عنها
الحياة داخل بلاد السلطنة في الحقبة الاخيرة من حياتها . وكان لهذا الحدث ؛ مع ما تلاه من
تطورات ٠ أثر كبير في سير الحركة القومية العربية ونشاطاتها واتجاهاتها , وقد شارك فيها
العديدون من ابناء فلسطين ٠ فكانت لهم ادوار بارزة في تلك الحركة انشاء وتنظيما وتوجيها .
والدعوة العريية « لم تكن قبل الدستور العثماني منظمة او ذات هدف معين ؛ بل كانت عاطفة
قومية تظهر من حين الى آخر في الادب العربي بمظهر التذكير بالماضي والاهابة بابناء الشرق
العربي الى التقدم في سبيل العلى . فلما دخل العرب العهد الدستوري واصبحوا يرون بجلاء ما
لهم وما عليهم . اخذتهم الغيرة القومية فبدأوا يلهجون بها . وشعرو! ان العنصر السائد في
السلطنة يقاومها , فازدادوا تعلقا بها , ولم يلبتوا ان نظموا الجمعيات والهيئات السياسية ,
اتيت بي دعوة وميه قرسي ال استقال الاقطار العريية استقلالا اداريا ٠ ") . ويمكننا
أن نحس بوضوح اضطراب النفسية العربية في فترة العهد الدستوري وما تلاه ( ما بين
١1 ) من خلال نفثاتها الشعرية المعبرة عن خوالجها : والمطالبة بتحقيق امانيها .
فهذا الشيخ يوسف النبهاني * (*) , وهو من أشهر شعراء العحصر كما وصفه الامير شكيب
ارسلان (") , يصور بعد ايابه من اسطنبول ٠ الهوان والزراية التي يلقاها العربي في عاصمة
الخلافة الاسلامية » فيقول في قصيدة له يمدح فيها ابا الهدى المصيادي في ايام السلطان عبد
الحميد :
ويممت دار الملك احسب أنتها الى اليوم لم تبرح إلى المجد سلما
فالفيت فيها امة عربية2 يرى الترك منها امة الزنج اكرما
وما تقموا منا بني العرب خلة سوى ان «خير الخلق»ه لم يك اعجما
بني الترك اني ما تكلمت هاجياا ولكن قلبي من جفاكم تكلما (')
* ولد في بلدة اجزم بلواء حيقا سنة 845 1» وسافر الى مصر سنة 1837 م وقضى في الازهر ست ستوات, ثم عاد
الى عكا ودرس فيها وفي مسقط رأسه. وقصد الآستانة سنة 1475 وعمل محررا في ٠«الجوائبء.. ثم عاد الى الشام
سنة ١597 ه . جاور في المدينة مدة ؛ ثم عاد الى بلده حيث مات سنة 1977 . له كتب ومؤلفات دينية كثيرة.
ومعظمها في مدح النبي والأولياء الصالحين .
١5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 104
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10270 (4 views)