شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 131)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 131)
- المحتوى
-
الا رجلا ذا مرة فيليكم ويراب صدعا فيكم بات واهيا
يقوم فلا يرتد او يبلغ المنى ويقضي ولكن يبعث السيف قاضيا )١"(
ويبدو إن القصيدة تيلت في الفترة اللاحقة لعام التى راجت فيها الدعوة لاستقلال
العرب » وتأسست في سبيل ذلك بعض النوادي والجمعيات العربية السرية والعلنية لتنظيم تلك
الدغوة والعمل على تحقيقها بعد ان تمادى الاتحاديون في نزعتهم الطورانية . وتجبروا في
اضطهاد العنصر العربي . فالامة في مثل هذه الفترة , القلقة من حياتها ٠ تروح تبحث بين
اينائها عن اليطل المنذور للقيام بدور القيادة الى عهد النهضة الذي تستشرفه على آفاق آمالها .
وجدير بالملاحظة هذه الروح القومية الشاملة التي ينادي بها الشاعر ويعليها من خلال
صوت الامة العربية لتجميع اطرافها واقطارها في وحدة الالم والامل والمصير على صعيد قومي .
وهذا النفس القومي هو الجديد حقا في هذه الفترة » فقد اجتمعت شعوب هذه الاقطار مع غيرها
من الشعوب الاسلامية في الامبراطورية على شعور الجامعة الاسلامية والوحدة الدينية »
خصوصاً امام الاطماع الاوروبية والتسلط الاستعماري . ولكن هذا الجامع الديني الذي كان
الخليفة يقيد به رعيته من شعوب المسلمين بدأ يضعف ويتراخى ٠ وتتفكك خيوطه في النفوس مع
ازدياد مظالم السلطة التي تصبها على الرعايا تحت خيمة هذا الجامع وفي ظله . وهذه المظالم
التي كان الشعراء يتسترون عليها نفاقاوخوفا تحت هذا الظل وباسم الدين » بدأت تتكشف
وتبرز آثارها وردودها في نفوس العرب مع اطراد نمو الوعي القومي لديهم ٠ ويازدياد الاضطهاد
القومي من الجاتب الآخر . ولم يعد الجامع الديني عذرا كافيا للتستر على ما لحق بالسلطنة من
خلل وما يستشري فيها من جور وفساد , فأخذ الاحساس بالكيان العربي ينمو ويزدهر. وكان
اسعاف النشاشيبي من اوائل الذين استجاب احساسهم لما رجوه من منح الدستور ؛ فقال
قصيدته ( ذكرى فتاة مكدونيا ) » وهي قصيدة في الحرية » ومطلعها :
اخطري اليوم في الربوع اختيالا لا تخافي من العدو اغتيالا
لا تخافٍ من كيده لا تخافي أن: كيد العدو ولى وزالا
فقد كان الخوف والقلق والكيد والاغتيال يملا نفوس الناس ٠ قيقول :
قد ابدناه بالسيوف المواضى وتركتاه عبرة | ومتالا
وازلنا في الملك كل فساد وشفينا ما كان داء عضالا
وحمينا حماك من كل يام رام منا ومنك ما لن ينالا
وفيها ينظر الى مكدونيا نظرة العطف لوقوعها في الظروف نفسها التي وقع فيها وطنه
الصغير . وهويدرك اهمية الظروف الواحدة ؛ تلك الرابطة القومية ؛ فيدععو إلى التخلص من آثار
عبد الحميد . ولانه يدرك كيف كان الدين يتخذ اداة تفرقة وتضليل , راح يحذر الناس من ذلك
ويفضح تبرير محارية البلقان باسم الدين ؛ يقول :
ايها الشرق طال نومك فائهض للمعالي وصافح الاقبالا
اترك الدين في المعسايد يبيكى واحتفل بالفتاة شرق احتفالا *
تخذوه يا شرق للظلم سبلا واضلوا وحرفوا الاقوالا (05)
* مكذ! في الاصل .
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 104
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 3419 (8 views)