شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 133)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 133)
- المحتوى
-
ان في الغرب شعويا لم تزل تشبه الذئب وترعى الغنما
هى | نصرانية. لكنها تعبد الكسب وتهوى الدرهما
تمسك الانجيل في كفا وفي كفها الاخر شدت صنما
صتسم الفاية قد اعماهم عن هدى عيسى وما قد علما )6١
فالأقرب الى الصواب ان نعتبر حافز الشاعر على هذا الاتجاه هو الاحساس القومى اوبدء
وجود هذا الاحساس وظهوره » فهو ٠ النصراني يرى ان دولة نصرانية تغزو ارضا عربية ظلما
وعدوانا » فيتهجم عليها هذا التهجم المرير من خلال احساسه بالكيان العربي الصاعد . واذا
كان سهلا علينا ان نوجه شعر هذا الشاعر المسيحي هذا التوجيه فان لدينا تموذجا شعريا
لشاعر مسلم كان يعتبر من كبار المتفقهين في الدين في فلسطين , وهو شيخ معمم تعلم في الازهر
وتعرف على كبار شيوخه في ايامه » حتى ان محمد عبده كان يحبه ويقريه اليه » ولا يمكن توجيه
هذا الشعر للشيخ سليمان التاجى الفاروقي , وهو ايضا في الحرب الطرابلسية تلك ؛ والخلافة
العثمانية ما تزال قائمة ؛ الا على اساس الشعور بالكيان العريى والعزة العربية , او بالدلائل
العامة للقومية العربية . حتى اننا لنقف في هذا الشعر على عصبية عربية جاهلية تتحكم به ,
وتطغي على عقله وقلبه » فيقول مستثيراً نخوة العرب ضد الغزاة . ومحرضا على عدم الصلح
معهم :
انسام الخسف والعرب الالى هم سياج الملك ما هزوا الشفارا
وسيوففا ويحها لو جردت اطلعت من جندس الشك النهارا
لين بين الملك واستعلائه غير ان تُنضى فيفتر افترارا
ان دون الصلح لو ابصرتم فتنا تفشى واحداثا كبارا
لا تسيقوها ولا ترضوا بها خطة تكسوكم الدهر شنارا (5)
وكما كان الشاعر العربي في فلسطين واعيا على الحركات السياسية في الداخل وفي
الخارج » فانه كان يقظا ايضا على ما تبيته وتخطط له الصهيونية العالمية من اطماع وجشع في
ارض فلسطين وسواها من البلاد العربية . فهاهو ذا الشيخ الفاروقي صريح كل الصراحة في
تخميس يحذر به العرب وينبههم على هذه الاطماع . وذلك بمناسبة انعقاد احد المؤتمرات
الصهيونية في مدينة ( بال ) بسويسرا عام 1517 . وهو بصدق حدسه يجعلنا نشك في ان هذا
الشعر انما قيل في فترة لاحقة كان انكشاف الاطماع الصهيونية فيها اكثر افتضاحا وعلانية
ممن قصيدته قوله :
ايها الشعب نهضة وبدارا ايها الشعب اوسعوك احتقاءا
هب يا شعب واصلهم منك نارا هب وانفض من مقلتيك الغبارا
دراسته في الكلية البطريركية للروم الحاثوليك في بيروت سنة 1507. وفيها درس العربية على الشيغ عبد الله
البستاني؛ ثم درس القانون في معهد الحقوق بالقدس. وتقلب في عدة وظائف حكونية. ونشر في الصجف كثيرا من
المقالات والقصص , واصدر دواوين عديدة وكتبا مؤلفة ومترجمة . نظم كثير؛ من الموضوعات الاجتماعية. ويشيم
في نظمه الاسلوب القصصي والحوار .
1١ ؟ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 104
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4049 (7 views)