شؤون فلسطينية : عدد 105 (ص 5)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 105 (ص 5)
- المحتوى
-
لا أظن أن الاجابة عن هذا السؤال . بوضوح ودقة , أمر سهل دون الخوض في تحليلات
ودقائق وتفاصيل يضيق المجال . هنا » عن ذكرها ؛ لكنني استطيع القول ان الديمقراطية قد
تكرست داخل مؤتمر فتح ٠ وانه من المتوقع ان تتكرس ايضاً في واقع الحركة بفضل تنامي
الوعى السياسيى ٠ على الصعيد القاعدي في الحركة , والذي « حبلت » به تسع سنوات فصلت
ما بين مؤتمر ومؤتمر , فكان هذا التنامي على صعيد المقاتل الرابض خلف بندقيته في اقصى
الجنوب ٠ وكل المناطق الاخرى , وعلى الصعيد العضو في التنظيم مفاجأة غير محسوبة وغير
متوقعة
من هنا . يمكن القول , ولا تثريب في ذلك ٠ إن البعض لم يرق له هذا التنامي في الوعي
.الذي أدى الى ممارسة شاملة وواعية للديمقراطية » مع ما تستتبعه هذه الممارسة من حرية للنقد
تقود الى ردع المخالفات التنظيمية ومنع التجاوزات واكقضاء على النفاق والانتهازية .
لن نناقش هذا البعض . طويلاً وإنما سوف نعطي وقتاً أطول لاولئك الذين وقع في روعهم ,
بوعي أو بغير وعي . ان ممارسة الديمقراطية سوف تؤدي الى تعريض الوحدة الوطنية
للخطر . وان حرية القول والنقد تقود الى فرز للتيارات والاتجاهات المتعددة ٠ الامر الذي
يؤدي ٠» غالباً . الى شق الحركة الواحدة .
ولقد رفع هؤلاء » خصوصاً من وعي الامر منهم بسيف الخوف على الوحدة الوطنية في
مواجهة شعلة الديمقراطية . ووصل الامر ببعضهم الى حد نعي الحركة والتبشير بنهايتها »
الأمر الذي انعكس قلقاً كاد يؤثْر , بشكل او بآخر , على ذلك الجو الصحى الديمقراطى الذى
ساد اعمال المؤتمر منذ البداية ؛ وكاد يؤْدي بالتالي الى تعطيل الممارسة الديمقراطية , لولا
تسلح القاعدة بذلك الوعي المتنامي الذي تحدثنا عنه ٠ والذي عبّر عن نفسه بشكل رائع طوال
المناقشات التى دارت اثناء أيام المؤتمر العشرة .
هل انعكست خلجات الخوف السائد , أو بتعبير أدق التخويف السائد من الديمقراطية
في الوطن العربى ؛ بِحَيث ان الكثير من المخلصين خالجهم ذلك الخوف »٠ لوقت ما , من الممارسة
الديمقراطية . واعتقدوا بما روجه اعداء ٠ الديمقراظية للجماهير » . من ان الديمقراطية
تؤدي الى تقسيم الصفوف والى اضعاف الوحدة الوطنية ؟
انه تساول مشروع . وهو تساؤل في موقعه ايضاً ؛ فنحن نعيش هذا الواقع العربي ,
ونحمل بعض أمراضه ؛ فالارهاب الفكري الذي يسود فيه ينعكس ؛ في جزء منه » على واقعنا
ايضاً . وانه » في احسن الاحوال , يمكن القول ان التخويف السائد نقل الينا القليل او الكثير
من الخوف , الذي يمكن للبعض ان يقع في كمينه » وفي الوقت نفسه يمكن للبعض الاخر أن
يستثمره » ويلوح به . ليحقق . من خلاله ٠ اهدافا يسعى الى تحقيقها ..
ولذلك يمكن القول ان بداية المؤتمر كانت ارتباكاً » أو تعثراً لم يطل » حيث ان الاغلبية
الساحقة فيه حسمت امرها . واختارت الممارسة الديمقراطية طريقاً لها . فسقط التخويف ,
وتراجع الخوف . ومضت الامور الى نهايتها . لتجعل من الموتمر مفخرة واعتزازا خاصا يقدمه
الشعب الفلسطيني لهذه المنطقة من العالم التي تسود فيها العديد من الديكتاتوريات » ويتحكم - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 105
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22441 (3 views)