شؤون فلسطينية : عدد 105 (ص 51)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 105 (ص 51)
- المحتوى
-
هذه القراءة . ويوميات شاريت هذه , على الرغم من وضفها بال ٠ شخصية » . هي أساساً
سياسية . وكان ابنه » يعقوب . من عمل على نشرها . بعد مرور اكثر من عشرين سبنة على انتهاء
والده من كتابتها » ويعد ان توفي معظم «٠ ابطالها » . واليوميات . عموماً » عبارة عن تسجيل
شبه يومي , مع بعض الفجوات , من حين الى آخر ؛ لنشاط صاحبها ومواقفه وافكاره وآرائه
وسياسته . يصفته وزيراً للخارجية ٠ ورئيساً للحكومة فترة ما أيضاً ؛ كما أنها تعرض مواقف
الاخرين من اسرائيليين وغيرهم . ممن كانت لهم علاقة بالمسائل التي شغلت بال الزعامة
الاسرائيلية ٠ أو المشاكل التي واجهتها اسرائيل خلال تلك الفترة . ومن هذه الناحية ٠ تقدم
اليوميات مادة اولية وثائقية دسمة » تلقي الاضواء على فترة تعتبر من الفترات الغامضة في تاريخ
اسرائيل ٠ وتتعرض لقضايا ومشاكل ومغامرات تعتبر اكثر غموضاً .
فترة تحول
لا تكتسب يوميات شاريت اهميتها من شخصية كاتبها ٠ وحسن اطلاعه ؛ بحكم مناصبه
على الاقل , على الامور التي يتحدث عنها . فحسب . وانما لانها . أيضاً . تتناول فترة انتقالية ,
تحولت السياسةالاسرائيلية “خلالها .من وضع اتصف ب «١ الميوعة » وانعدام ٠ وضوح
الرؤية » ٠ وفقدان « الثقة بالنفس » , كان قد سيطر عليها في مطلع الخمسينات ٠ الى حالة تيلور
معها العداء للعرب وتمأسس ٠ في منتصف ذلك العقد , على الشكل الذي لا يزال ملازماً لها حتى
الآن . وأهمية اليوميات كامنة في القائها الاضواء على العوامل المختلفة التى أدت الى ذلك
التحول . ١
وهذا التغيير في الموقف الاسرائيلي لم يتم صدفة وإنما نجم عن عدد من العوامل كما
أن أكثر من طرف قد شارك فيه ٠ وجاء على ارضية الاوضاع الدولية والمحلية التي سادت
آنذاك ؛ والتي وصلت معها السياسة الاسرائيلية الى مفترق طرق . فعلى الصعيد الخارجى ,
بعامّة » وبالنسبة لوضع اسرائيل في المنطقة , بخاصّة ٠ كانت السياسة الصهيونية قد طورت ,
في حينه ٠ نظرية مفادها ان العرب لن يقبلوا بالوجود الصهيوني في المنطقة ما لم تنشأ دولة
يهودية مستقلة ذات سيادة » لا قدرة لهم على اقتلاعها . غير انه لم تمر إل أربع سنوات أو خمس
على قيام اسرائيل حتى اتضح بطلان تلك النظرية ؛ اذ ان العرب لم يرفضوا الاعتراف بها
فحسب , بل راحوا . كما اعتقد بعض الاسرائيليين على الاقل . يعدون العدة لجولة ثانية
ضدها ١ . وساهم في تقوية هذا الشعور عمليات الهجوم والتسلل ٠ المنظمة او العشوائية , التي
كانت تتم عبر خطوط الهدنة » من هذه الدولة. العربية او تلك , الى داخل الاراضي المحتلة ,
بهدف القيام بما يمكن تسميته نشاطاً فدائياً » وان ن كان محدوداً وغيرواخ ضح المعالم , او لتنفيذ
عمليات سلب وقتل « خاصة » . وكثيراً ما كان هذا النشاط يجر عمليات اسرائيلية انتقامية ضد
ألدول العريية المجاورة . تطورت . في اكثر من حالة ؛ الى صدامات عسكرية ٠ خصوصاً ٠ على
الحدود المصرية والسورية . وهذا الشعور الاسرائيلي بالخوف من جولة عربية ثانية صحيحاً
كان او وهمياً . تزامن أيضاً مع بروز الشعور بالعزلة استراتيجياً » اثر اتجاه الغرب بزعامة
الولايات المتحدة الناشطة ,2 إلى اقامة الاحلاف العسكرية 2 الموجهة ضد السوفيات » في
المنطقة . من خلال الاعتماد أساساً على العرب ٠ وتجاهل اسرائيل , مالم تسع هذه الى تسوية
خلافاتها مع العرب ٠ وحملهم على القبول بها والموافقة على التعاون معها ؛ وهو مَا اعتبرته - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 105
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22441 (3 views)