شؤون فلسطينية : عدد 105 (ص 53)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 105 (ص 53)
المحتوى
شاريت ‎٠‏ هو وجود تيارين - اتجاهين مختلفين داخلها . يتصارعان فيما بينهماء وكل: منهما
يحاول أخذ زمام الامور بيديه . ويشتد هذا الصراع بين التيارين “من حين الى آخر : ويصل الى
درجة يخيل معها احياناً للقارىء وكأن السياسة الاسرائيلية ‎٠‏ بكافة المشاكل التى تواجههاء تبت
من خلال ردود الفعل المتوقعة من قبل مويدي هذا التيار او ذاك , او تحستب بعضهم مما قد
يقوله » او يستنتجه » مناوئوه » دون اي اعتبار للظروف الموضوعية التي قد تحتم تصرفاً آخر .
ويتزعم موشي شاريت واحداً من هذين التيارين ‏ الاتجاهين . اما الثاني فيقوده دافيد
بن - غوريون . ولكل من الرجلين انصاره والمعجبون به , داخل حزبهما المشترك , الحاكم
آنذاك ‎٠‏ وهو مباي ( حزب عمال ارض - اسرائيل ؛ وثمنذ سنة ‎١514‏ : حزب العمل
الاسرائيلي ) » وفي الاحزاب الاسرائيلية الاخرى . ويمكن , باختصار . وصف التيار الذي
تزعمه شاريت بأنه « عاقل ‎٠‏ و ‎«١‏ معتدل , إن قوبل بتيار بن غوريون . المتشدد
و« العدائي »؛ والاثنان ينطلقان » بالطبع » من فهم كل منهما المختلف للمصلحة الصهيونية
واسلوب معالجة المشاكل التي تواجه اسرائيل . وكانت هذه المفاهيم ووجهات النظر المختلفة
لدى كل من بن - غوريون وشاريت قد تبلورت خلال نحو أربعين سنة من التعاون ‏ التنافس فيما
بينهما » وهي حقبة وصلا خلالها الى وضع كان بن - غوريون يعتبر فيه الرجل الاول في الحزب
( ثم الدولة ) وشاريت الرجل الثاني ( التفاصيل في الصفحات ‎١554‏ و ‎١59‏ و/اا81 و555١‏ من
اليوميات ) .
ومفاهيم بن - غوريون وشاريت المختلفة هذه . وان كانت متنافرة » تتقاطم -
تتطابق مع بعضها البعض ‎٠‏ وفق نظرة كل منهما , في كل حالة وحالة . فشاريت ؛ مثلاً ,
يبدو نتيجة لنشاطه في مجال العلاقات الخارجية ‎٠‏ يهتم بالرأي العام الغالمي تجاه 00
ويخشاه ولذلك يعتقد ان ن سياسة اسرائيل ينيغي ان تعتمد على قوتها الذاتية من ناحية ‎٠‏ وعلى
الحرص على عدم اثارة الحساسية تجاهها من ناحية أخرى ( ص ‎4:١‏ ) ؛ ويرى ‎٠‏ تناقضاً
صارخاً بين تعلقنا الموضوعي المطلق بمساعدة العالم لنا وغطفه علينا ؛ وبين .: انغلاقنا على
ذاتنا وانعدام احساسنا التام بردود فعل الرأي العام العالمي على اعمالنا » ( ص ‎5٠‏ ) : أما
بن - غوريون فيعتقد أن أمن اسرائيل مسألة مصيرية . مرتنظ د ؛ بالقذرات الاسرائيلية
نفسها . وليس بعطف الأمم المتحدة او الدول الكبرى عليها ("ض ‎52١‏ ) ويرئ تبعاً لذلك :
على سبيل المثال » ان اسرائيل قامت سنة ‎١1448‏ نتيجة لجرأة ا واستعدادهم
للمخاطرة ؛ وليس استكمالاً لقرار الامم المتحدة , لسنة ‎١9517‏ القاضي بتقسيم فلسطين واقامة
دولتين فيها » عربية ويهودية ( ص 275 ) .
والخلاف نفسه ينطبق أيضاً على الموقف , الاستراتيجي »لكل من الرجلين تجاه العرب .
فبن ‏ غوريون يحذر في جلسات الحكومة » اكثر من مرة ‎٠‏ ( انظر , مثلاً .ص :ه و5695 ) من
استعدادات العرب العسكرية واتجاههم لتسليح أنفسهم ؛ ويرى في ذلك نية مبيتة للقيام بجولة
ثانية ضد اسرائيل .قد تفرض عليها العمل على احباطها ميكراً بشن حرب وقائية ضدهم بيئما
يعتقد شاريت ان ن الحافز لتلك الاستعدادات قد يكون دفاعياً بحتاً ‎٠‏ وناجم عن خوف العرب من
هجوم اسرائيلي ضدهم . ولا يسجل شاريت شيئاً يذكر عن نظرة بن - غوريون لمستقبل علاقات
اسرائيل مع العرب او كيفية تسوية الخلافات معهم . ولكنه يبدي بوضوح رأيه هو بأن اسرائيل
رمك
تاريخ
أغسطس ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22441 (3 views)