شؤون فلسطينية : عدد 106 (ص 6)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 106 (ص 6)
- المحتوى
-
الفكرة الثانية تتعلق بمكان الفكر من الثورة ومن نشاطات الحياة الإنسانية عامة
وهي تغبر عن قناعة'موداها ٠ ان ن مكان الفكر بالنسبة للثورة هو كمكان الرأس من الجسم .:
والفكر مطلوب في شتى مجالات العمل الثوري . وهناك فكر عستكري وفكر سياسي وفكر
تنظيمي وفكر إعلامي . ولا بد للفكر من أن يحكم الثورة والحياة الإنسانية بصورة عامة كي
يتحقق النجاح في الغمل ويحقق الإنسان انتسانيته . ذلك أ ن الله ميّز الانسان بالقدرة على التفكير
وأكرمه بالعلم . فكان أن شيّد الحضارات وصنع التقدم . ظ
ولو تأملنا ٠ في كثير من ظواهر الحياة الإنسانية . لرأينا أثر الفكر فيها . لنأخذ مثلاً »
ظاهرة الأستعمار ما دمنا نتحدث عن الثورة على الاستعمار , فنجد أن ن المستعمر بكسر الميم
الثانية وظف الفكر ليسيطر على المستعمر بفتح الميم الثانية - فقام بدراسته ومعرفة كل ما
يتعلق به. ثم ابتدع طرق. التحكم فيه وأنشأ المؤسسات اللازمة لهذه الدراسة ولهذا
التحكم . ولقد كان يلفت انتباهنا دوماً . ونحن ندرس تاريخ الاستعمار الاورويي ٠الدور الذي
قامت به جمعيات الكشف الجغرافي والرحالة الذين تبِنْتّهم هذه الجمعيات في عملية الاستعمار .
وكذلك الدور الذي قامت به مؤسسات اإدارة المستعمرات . وكنا قف أمام فكرة القادلية
للاستعمارعند الشعوب المستعمرة - بفتح الميم الثانية التي طرحها في الخمسينات الاستاذ
مالك بن نبي ليشير إلى أن ضعف هذه الشعوب سبق تحكم الاستعمار فيها :وان الاستعمار من
ثم هو نتيجة لهذا الضعف وليس السبب كما يتردد في المجتمعات المغلوية ٠ وإن كان هذا
الضعف يتفاقم , بعد ذلك » يسيب الاستعمار . وواضح أن القابلية للاستعمار هي نتيجة
حتمية لتعطيل الفكر عن القيام بدوره والقعود عن الذفكير . وهي تؤدي إلى أن ن ينقاد شعب
إلى ازادة شعب آخر قد يكون أقل منه عدداً ولكن أقوى منه فكراً ومؤسسات ٠ تماماً كما تنقاد
جمال القافلة لصبي صغير يمسك بزمامها ويمشي في مقدمتها : فالعبرة هنا ليست بالحجم وانما
بالفكر الذي يتحكم فيه . ولقد سبق إلى إبراز هذا المعنى شاعر عربي مخضرم هو العباس بن
مرداسن السلمي حين قال :
لقد عظّم البعيّر بغير لب فلم يستفن بالعظم البعير
يُصرّفه الصبي يكل وخحه : 1 ويحيسة على الخسسف الجرير
وتضريه الوليدة بالهراوي فلا غير لديه ولا نكير
ونتأمل في ظاهرة الثورة فنجد الاثر الواضح للفكر في صنعها . وكم وقفنا أمام المعنى
القائل : إن الظلم وحده لم يكن كافياً لتفجير الثورة . ولكن الشعور بالظلم , الذي تبلور من
خلال شرح أصحاب الرأي المفكرين . هو الذي فجرٌ بركانها . كذلك فار ن إنتصار الثورة كان
يتم دوماً . بفضل قدادات وعت دور الفكر واتقدت الإستفادة منه في توظيف طاقات الثوار
خير توظيف من خلال دناء موؤسسات تنظم عملية الإستفادة وتكفل اإستمرارها .
إن خ غياب عملية التفكير ٠ في مجتمع ما . توجد فراغا لا يد من ملنه ٠ اما باجترار أفكار
قديمة بالية لا تحسن التعامل مع ظروف الحاضر ؛ لأنها وليدة ظروف مختلفة عن ظروف
الحاضر وإها بتبني أفكار ضنعها له آخرون درسوه وفكروا في كيفية قيادته وتلك هي التبعية
الفكربية ٠ وهكذا يصبيح المجتمع تهيا. نين ظاهرتي الإنكماش والانغماشس : - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 106
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22475 (3 views)