شؤون فلسطينية : عدد 106 (ص 27)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 106 (ص 27)
المحتوى
التعبيرات التي وصفت بها نتائج هذه الحرب . واصيب حزب العمل وشركاوًه في الحكم بنكسة
كبيرة ويخيية امل لا حدود لها » بينما اعتبر بيغن وزمرته ان الفرصة قد لاحت للقفز الى
السلطة » ويمبادرة من اريئيل شارون تشكل التكتل مؤلفاً من حيروت جماعة ارض اسرائيل
الكاملة القائمة الرسمية وحزب الاحرار . ويالرغم من احرازه نصراً لا بأس به في الانتخابات
التي تلت حرب تشرين الا انه لم يتمكن من الحصول على الاغلبية التي تؤهله لتشكيلالوزارة,
واستمر حزب العمل مع حلفائه مشكلين بالمقابل تجمع المعراخ . واعادوا تشكيل وزارة رابين
التي تحملت كل النتائج التي ترتبت على حرب تشرين الاول ‎٠‏ الا انها لم تتمكن من التصدي
والصمئ بوجه الازمات الكثيرة التي تفجرت في طريقها , ابتداء من الوضع الاقتصادي
السيىء ؛ مروراً بالفضائح المالية والاخلاقية التي اصابت الوزارة والتي ادت احداها الى انتحار
الوزير ابراهام عوفر , وانتهاءاً بكشف تلاعب رابين نفسه بالقوانين الاسرائيلية الامر الذي ادى
الى قوط الوزارة قبل انتهاء المدة القانونية للانتخابات . ولعلنا جميعا نذكر السبب التافه الذى
كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير والذي ادى الى انسحاب المتدينين من الوزارة ‎٠‏ وهذا
السبب هو استقبال الحكومة لبعض الطائرات .الاميركية المهداة الى اسرائيل مساء يوم الجمعة ,
حيث يعتبر العمل في هذا الوقت لدى المتدينين من المحرمات التى لا يجوز ارتكايها . ويانسحاب
هؤلاء خسرت الوزارة اغلبيتها التي كانت تتمتع بها وسقطت , واعلن عن انتخابات جديدة وذلك
بعد ان وصل كارتر الى الحكم ببضعة اشهر .
لقد كان واضحاً ان قوة خفية تحاول ان تخرج حزب العمل والمؤتلفين معه من السلطة ,
وكان واضحاً ان معظم الازمات »وليس كلها , التي واجهت رجالات هذا الحزب هي الى حد ما
مفتعلة لانهاكه وتفكيكه . وكان واضحاً ايضاً ان جهة ما تريد ان تنصب المعارضة الاسرائيلئة
في مركز السلطة . ولكن لم يكن واضحاً بالضبط الهدف الذي تسعى اليه تلك الجهة من وراء
وصول هذه المعارضة الى الحكم .
اما الجهة التي نعنيها فهي بالتأكيد الولايات المتحدة الأميركية ؛ التي تقبض عنى زمام
الامور في مصير اسرائيل والتي تسيرها حسب ارادتها ورغباتها والتي تعتبر صاحبة الرأي الاول
والاخير في رسم السياسة الاسرائيلية الداخلية والخارجية وقد يبدوهذا الكلام غريباً للكثيرين
من الزعماء العرب الذين يرون العكس ويعتقدون ان تل ابيب هي صاحبة الحظ الاوفر والنفوذ
الاعظم في واشنطن وانها قادرة »من خلال ما يسمى باللوبي الصهيوني » على التأثير المباشر على
السياسة الاميركية » بل قادرة على ممارسة الضغط على رئيس الولايات المتحدة وشيوخها
ونوابها. وصحافتها ورجال اعلامها .
ومن المؤسف ان تصدر لنا اميركا مثل هذه الاراء . ونحن نتقبلها دون تحليل ومن غير
تمحيص ‎٠‏ لان تصديقنا لها يعني ان اميركا بلد مغلوب على امره » وانه مستعمر من قبل
اليهود » وان رئيس الولايات المتحدة رجل يستحق الشفقة والمساعدة , وكثيراً ما كنا نسمع من
بعض الزعامات العربية ان من واجب العرب العمل على مساعدة الرئيس الاميركي حتى يتصدى
للضغوط الصهيونية »بل ان كثيرين منهم فكروا بمساعدة الرئيس فلان أو الرئيس علان بمده
بالمال » حتى يتمكن من النجاح في الانتخابات , لان الضغط الصهيوني يلعب دوراً كبيراً في
اسقاطه بسبب مواقفه التي يفكر فيان يتخذها الى جانب العرب . بهذه السداجة حاول بعض
55
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22475 (3 views)