شؤون فلسطينية : عدد 106 (ص 131)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 106 (ص 131)
- المحتوى
-
ارأيت كيف تحيط بال عرب الذئاب الجائعة
انظرت مصرعنا وعي نك لا ترفرق دامعة
لو جاء هذي الارض احم د قبل يوم الجامعة
لرأى . فلسطينا تقيم له المحافل سباطعة
نشكو لكم منكم بني مصر ظروف الواقعية
اوهمتم الاعداء انا امة متقاطعة
لا تشمتوا امماً لغحدت فينا وفيكم طامعة"")
ومهما يكن دستوى القصيدة الفني ؛ فان دلالتها عظيمة على نضج وعي الشاعر لتفهمه
دور الجامعة العبرية في الاعداد لإنشاء الوطن القومي اليهوديي . ولشعوره العام بالكيان العربي
والوحدة العربية امام الاخطار التي تتهددهما نتيجة أطماع الصهيونية .
ويبدو شاعرنا غريب الاطوار في تفكيره وآرائه وان كان محكوما ٠ في كل اطواره . بوطنية
صادقة واخلاص شديد ٠ وغيرة غير متناهية على المصالح العامة والوطنية . وقد رأيناه في بعض
آرائه وافكاره فيما مثلنا له من شعره . ولا بأس ان نعتبره فيها مجتهداً في فهم ظروف الوطن
واوضاعه ٠ دون ان نسيء فيه النية . وفي مواقف اخرى :راه واعيا تمام الوعي يحمل فكرا
اصلاحياً احماناً . وثورياً احياناً اخرى . ومن خلال اتجاهه الى الموضوعات الاجتماعية .
واهتمامه بالاصلاح الاجتماعي »٠ يلفت انتباهه . من آثار الهجرة الصهيونية الى فلسطين . أثر
الازياء والتفنن في الملابس وما يتبيعهما من تصرفات مقصودة كانت تقوم بها فتيات بني صهيون
ويكون لها اثر على روح الشباب العربي من ناحية جره الى المفاسد ٠ وعلى مكانة الفتاة العربية
بجرها الى تقليد الفتاة الصهيونية في أخلاقها وفي أزيائها . مما كان يعد. آنذاك . وفي كلتا الحالين
تدميراً لبعض جوانب يناء. المجتمع العربى الراسخة في مثل مدينة القدس . فيحذر الفتاة
العربية, من هذه الاعراض ويحثها على الاهتمام بتربية النشء وتنشئة الرجال الصالحين
للوظن (8 ' . ونراه أحياناً يدعو قومه الى.التسلح بالعلم للارتقاء بالوطن ويضرب بعض الامثال على
ارتقاء الامم , باليابان واميركا وازدهار الحياة فيهما ويذَّهما اورويا بالتهذيب والعلم!*) . ويرقى
مرقى متقدما وفعالاً في حياة الامم والشعوب في دعوته الحضارية من خلال قصيد تنه »م لوكان لي
من يضلح الامرا » : ففيها يدعو الى الاخذ بسيل الاختراع والاكتشاف:»ء ويربط بين التقدم
الصناعي لدى الامم وبين حريتها . ويرى ان مجرد القول والشعر لا يسعف الاوطان ولا يسعدها
ولا ينقذها من الفقر : فقد ولى زمان الابل وايام زيد ضارب عمرا ٠ واصبح العصر عصر النور
والكهرياء . لا ينفع فيه الا العمل والجد . لا البكاء ولا العويل : ويتنبه الى حاجة الامة العريية
الى القائد ذي الكفاءات العصرية ليلعب دور البطولة في انقاذها من وهدة التخلف التى تغط
فيها ٠ وليعيد اليها عزتها ومكانتها بين الامم . ويسؤه ان يسود داء الخلاف في أمته وفي بلدانها
فيرهقها . ويأسرها الى اوتاد الويل والتخلف والوبال!"١)
وفي هذه الاثناء كان ابراهيم طوقان قد انهى دراسته في الجامعة الاميركية وترك بيئة
بيروت التي صقلت قلمه في شعر الحب والغزل . وعاد ليعمل في نابلس . فيطل على مستنقع
السياسة الراكد ليوقظ زعماء بلاده الغارقين فيه . كأنه يصب على وجوههم الماء البارده. ولريما
كانت الظروف تعده ليكون شاعر فئّة من الفئات المتطاحنة . ولكنه تمرد وابى الا ان يكون شاعر
1١7 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 106
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6704 (5 views)