شؤون فلسطينية : عدد 106 (ص 171)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 106 (ص 171)
- المحتوى
-
امرين : سعي حركة التحرر العربي الى التخلص من
الاستعمان والفئّات المستفيدة والمرتبطة به من جهة .
وبين العداء الطائفي لليهود واضطهادهم كأقلية دينية
من جهة أخرى ٠ وهو أمر غير صحيح تاريخياً .
وفي الفصول التالية من الكتاب. . تفسح ولفسن
المجال لتسجيل العديد من الوقائع التي توضح سعي
المنظمات الصهيونية الى الضعط على الطوائف
اليهودية في البلاد العريية . لحملها على الهجرة الى
دولة اسرائيل غداة قيامها . وتورد الكاتية عدداً من
الحوادث الارهابية التى نظمتها المجموعات
الصهيونية السرية في البلدان العربية لافتعال اجواء
الكراهية والعداء .
ويينما تشير ولفسن بأصبع الاتهام الصريح الى
الحركة السهيونية استناداً الى مصارد اسرائيلية ,
في الوقوف وراء تلك الحوادث ٠ فانها تلقي بالشك
حول الدور الذي يمكن أن تكون القوى الاستعمارية
والدوائر الرجعية العربية الحاكمة قد لعبته .
بالتواطؤٌ مع الحركة الصهيونية العالمية . لحمل يهود
العراق واليمن على الهجرة الجماعية الى دولة
اسرائيل في الفترة الممتدة بين عام ١549 وعام
0١ . وتشير ولفسن هنا الى أن الحكومة
البريطانية آثرت تأجيل الافراج عن بعض الوثائق
ذات العلاقة بالموضوع والمحفوظة في مركز حفظ
الوثائق في لندن: » وذلك على الرزغم. من انقضاء الاجل
اللازم للسماح للجمهور بالاطلاع ليها .
لقد جاء كتاب ولفسن مزيجاً مَنْ العمل
الصحافي والعمل الاكاديمى : وهو يعد بلا شك .
عملاً رائداً القى الضوء بأمانة عل جَوانبَ مجهولة
للقارىء الغربي حول تاريخ اليهود في البلاد العربية ,
وفند الكثير من الحجج والمغالطات الصهيونية المألوفة
حول هذا الموضوع .
يبقى انه لابد من الأشارة الى ما طرحته ولفسن في
مقدمة كتابها بالسؤال : لماذا يهود البلاد العربية ؟
وما العلاقة بينهم ويين الفلسطينيين العرب ؟ الشيب
مفهوم هنا وهو أن الدراسين الصهيونيين في عرضهم
المليء بالتزوير والمغالطات لتاريخ يهود البلاد العربية
يتوصلون الى استنتاج سياسئ فاده الدعوة الى
«المقاصة» بين .مأساة الفلسطينيين العرب وبين
«مأساة» اليهود العرب . الذين غادروا بلداتهم
الاصلية للعيش في اسرائيل نتيجة لاضطهاد العرب !
وتسقط الحركة الصهيونية منطق «المقاصة,
القسرية هذا على منظورها لحل المسألة الفلسطينية ,
بالقول : لماذا يصر اللاجئون الفلسطينيون على
العودة الى فلسطين ؟ لقد استوعبت اسرائيل عدداً
مقاريا من اللاجئين اليهود القادمين من اليلاد
العريية . وبمقدور الفلسطينيين العرب , في المقابل ,
الذويان في مجتمعاتهم العريية المحيطة بفلسطين ,
باعتبارهم جزءاً من هذه المجتمعات !
ولو نحينا جانباً المغالطات التاريخية الفاضحة
التي يستنداليها هذا الرأي » وتمسكنا باستخلاصاته
السياسية . لاهميتها وصلتها المباشرة بالمواجهة
العربية لاسرائيل ولستقبل حل القضية
الفلسطينية . لبرزت أمامنا ملاحظتان اساسيتان :
أولا : انه مع آهمية القرارات التى اتخذتها كثير
من الدول العربية وتبنتها جامعة الدول العربية في
السماح ليهود البلاد العربية في العودة الى بلادهم
الاصلية , فإن الحاجة لا زالت قائمة الى بذل كثير من
الجهود لخلق الظروف المناسبة لترجمة هذا المبدأ على
صعيد العمل ٠ انطلاقاً من الادراك الواعي لقضية
أساسية هي أن ضرب مبدأ التعايش المشترك بين
اليهود كطائفة دينية ٠ وبين المجتمعات العربية
والاسلامية , هى بمثابة الانتصار الفعلي للمنطق
الصهيوني وهذا ما يفسر المحاولات المحمومة التي
تبذلها اسرائيل اليوم لتصفية اكبر الجاليات اليهودية
في الشرق والموجودة في ايران ٠ وياقي الجاليات
الموجودة في بلاد آخرى ْ
ثانياً: ان الاتجاهات المتلبسة بغطاء قومي على
الساحة العربية . والتي لا ترى المغزى السياسي
للكيان الوطنى للشعب الفلسطينى في مسار النضال
العام ضد الحركة الصهيونية . كحركة استعمارية
استيطانية . انما تخدم » عن جهالة أو عن سبق
تصور . المشروع الصهيوني وتؤظف شعاراتها في
خدمة منطقه القائم على الذويان « والمقاصة , .
١7 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 106
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10725 (4 views)