شؤون فلسطينية : عدد 107 (ص 139)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 107 (ص 139)
- المحتوى
-
إذن» فليست هناك تقنية موحدة؛ ولا شكل موحد يجمع بين أعمال غسان كنفاني
الروائية. فان ارتاح الكاتب إلى شكل فهو لا يكرره إلا ليطوره. ولا يطوره إلا. ليقفز إلى
شكلٍ آخر جديد قد يتجاوز سابقه أو يرتد عنه, لكنه يظل يحتفظ بجدته, ويقدرته على
وهكذاء لم يتوقفٍ غسان كنفاني عن المغامرة والتجريب للوصول إلى الأشكال التي
تخدم مضامينه2» دون أن يصل إلى شكل يستقر عليه. .ولعل عظمة ما قدمه.. .في هذا
المجال.ء تكمن في تلك المغامرة التي كان يخوضها دائماً. بلا رهبة. فاعطت «ذلك. التعدد
والتنوع.
في «رجال في الشمس»., يتكىء غسان كنفاني على معطيات الرواية السيكولوجية
الغربية ويستفيد من انجازاتهاء ليرسم خالة انسانية؛ سياسية واجتماعية واقتصادية: في
زمن فلسطيني محدد.
تقوم الرواية على تعدد الأصوات: صوت الراوي: وأصوات أبطاله الي لا نسمعها
إلا من الداخل. َ
فلكل شخصية من شخصيات الرواية لحظتها الراهنة التئى يعبر عنها صوت
الكاتب. ومن تلك اللحظة تمسك الشخصية الروائية بتفصيل يرتد بالذاكرة إلى الوراء
لتوغل في الماضيء أو لتستدعي من الذاكرة لحظة اخرى مشابهة. وعملية الانتقال من
الاني إلى الماضي تتم بتلقائية؛: بلا اشارة أو فواضل, لتوحي بالتداعي الذي. يهدف إليه
الكاتب: حيث يرتقي مستوى التعبير الفني وشكله الى مستوى عملية التداعي النفسي في
حد ذاتها.
في الحوار الذي يدور بين «اسعد» والمهرب العراقيء نجد نموذجاً لتلك الحالة:
و - ستصل! ستصل اا ١
ه - كيف؟
٠ - انني اقسم لك بشرفي أنك ستصل إلى الكويت!
٠ - أقسم لك بشرفي انني سألتقيك وراء الا تشفور! ما عليك إلا أن تدور حول
تلك المنطقة الملعونة وستجدني بانتظارك» (ص 08).
فالصوت الاخير لم يكن صوت أحد الرجلين: ولا هو جزء من الخوار بينهماء وانما
هى صوت انبثق فجأة في وعي «أسعد» استدعته اللخظة الآنية المشابهة لتجرية ماضية مر
بها وسمع فيها ذلك الصوت من رجل آخر.
بمثل تلك التلقائية» يقفز الماضي الى الحاضر فجأة أو يرتد الحاضر إلى
الماضي. وفي مثل هذا الانتقال الفجائي؛ ترتد الشخصية إلى تاريخها الشخصي وتوغل
فيه, ونوغل أكثر في التعرف عليها من خلال تدفق الذاكرة لديها. وفكذا ترتسم أمامنا
١6 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 107
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6704 (5 views)