شؤون فلسطينية : عدد 107 (ص 145)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 107 (ص 145)
- المحتوى
-
ويستجيب الشكل لتلك الازدواجيّةء فتتحرك الشخضية / الفكرة' في عالم من
الافكار وتعبر عنها بشكل يتناقض مع بساطتها ويتجاوز امكانياتها الذهنية الفعلية: مما
يخل بها كشخصية انسانية بسيطة ويهدر إمكانيات تموها على هذا المستوى؛ إذ تضيع
ملامحها الانسانية تحت وطأة ذلك العبء الكبير من الحفولة الفكرية التي ارهقها بها
الكاتب. فهل تستطيع شخصية الاعمى, العامل في الفزن أن تحتمل مثل كل هذه الآفكار
دون أن تفقد نفسها كشخصية انسانية بسيطة!.. .. «الحقائق الصغيرة لم تكن في البدء
إلا الاحلام الكبيرة».. «المعجزة ليست اكثر من الجنين. الغريب .الذي ينم في رجم. اليأس»
(ص 8757). ومثلها شخصية الأطرشء العامل ١ ف .وكالة. .الغوث «الحقائق. الكبيرة. كما
يبدوء لا يحتاج مجيتها الى مناسبات» (1735)... «ليس اجن منك الا اناء . نبحث في كوم,
الطين عن كنز مسروق» ورأس عبد العاطي يضحك علينا» (ص 585).
تعتمد الرواية: في بداياتها, ٠ على توازي الصوتين ثم التقائهما. ففي القت 5 من
الرواية» يبرز صوت «الأعمى» وحيداً. وفي القسم الثاني يبرز صوت «الأطرش» وحيداً.
لكن الصوتين المتوازيين يشهدان انحناءات تقريهما من يعضهماء “فهمومهما مشتركة» وطريق
بحثهما عن الخلاص مشتركة, ونقطة التقائهما عند ضريح الولي هي ,التي تشهد
اندماجهما. ففي القسم الثالث من الرواية, يتوحد, الصوتانٍ في. صوت 'واحد تلشحم فيا فيه
هموم ومعاناة الأعمى والاطرش معاً «انني أمد اليك يديء أيها الشيخ التقي الميتء من
قاع هذا الصمت (وقاع تلك القمة) التي لا يسبر غورها (...) مد لي يدك يا عبد العاطي,
يا عاطيء وانتشلني من هذا الصمت (والظلام) (...) أصيح بين الجدران التي لا ترى في
عالمي المعتم (الآصم) (...) أطلب الفكاك من أسر الصمت (والظلام): اسألك يا ملك
الصمت (والظلام)..» (ص 680).
اويبدأ الشق الآخر من لو ل وهنا تتحول
يخلق تناقضاً وازدواجية في بنية العمل الفنى. ْ
ولا يدع الكاتب واقعية الرواية تأخذ مسارهاء بل يجهضها بالاسقاطات الذهنية,
السياسية والايديولوجية. ليجعل من الشخصية الجديدة التي برزت في هذا الواقع (والد
حمدانء الفدائى المسيس) نقيضاً فكرياً للأوهام الايديولوجية التي يمثلها الولي «قال ان
الأولياء مثل الافاعي التي في قصة الزيرء اذا قطعت لها رأساً طلعت مكانه سبعة. رؤؤوس
)٠ 0) المهم اذا هدمت قبر الولي فعليك ان تقلعه من شروشه. وان لا تسمح لولي آخر بأن,
يأتي من وراء ظهرك...» (ص 055, 000 وهذه الشخصية, اف الوقِت نفسه.ء _نقيض
لشخصية اخرى تمثل حالة فكرية تكرس الوهم, فشخصية «مصطفى» هي ذلك النمط من
الوهم الايديولوجي.. ولكن بملابس مرقطة. ْ
وإن اعتمدت «برقوق نيسان» على الحدث المحدد زمانياً ومكانياً في رقعة ضغيرة,
فان شكلها الجديد الذي يلجا اليه غسان كنفاني, للمرة الاولىء يكمن في تَعِميْق "الحدث
الآني بالتشعبات من خلال الهوامش الموازية له. ش اا
١5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 107
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)