شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 43)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 43)
المحتوى
ابراهيم باشاء فاستعان هذا الأخير بالموارنة ضد القيادات الدرزية, مما أجج المشاعر
الطاتفية وزاد التوترء ولا سيما بعد نفي الأمير بشير وتعيين بشير القاسم أميراً على لبنان.
وقد تكرست الطائفية السياسية, رسمياً. نتيجة لمذيحة ‎١84٠‏ التى حدثت بين
الدروز والموارنة»؛وأدّت إلى قيام نظام القائمقاميتين؛ هذا النظام الذيء بدلا من أن يطفىء
جذوة الطائفية في الصدور بقيام نظامين طائفيين مستقلين أو كونفدراليين بمصطلح اليوم؛
أججها وسعّرها بحيث نشبت الفتن. الطائفية بين القائمقاميتين زهاء عشرين سنةء بدعوى
تحرير الأقلية في القائمقامية لاخرى, ثم انتهت هذه الفتن إلى مذيحة ‎.١187٠‏
ونتيجة لهذه المذبحة, تدخلت الدول الكبرى حينذاك وقدمت مشروع نظام سياسي
جديد عرف ببروتوكول لبنان أو بالمتصرفية» وهو يتألف من سبع عشرة مادةء وقد رشح
هذا النظام تكريس الطائفية السياسية في لبنان في النصوصء بأن جعلها أساس الحكم
والادارة ,والقضاءء وقلص حدود لبنان» بأن سلخ عنه اقليم وادي التيم وبيروت وصيدا
وطرابلس والبقاع وعكارء وفتح الباب رحباً أمام المدارس التبشيرية» فزادث هذه بدورها
ترسيخ الطائفية في النفوس بالتثقيف الطائفي. وقد استمر هذا النظام حتى الحرب
العالمية الاولىء حيث ألغاه العثمانيون.
وفي ظل هذا النظام الطائفي, أخذت بذور التمييز الطائفي بين اللبنانيين ومناطقهم
تجد تربتها الخصبة, ويدأت الامتيازات تتكون في رحم المطامع والمطامح, وبدأت قضية
لبنان تأخذ أبعادها.
وبالاستناد إلى هذه الاسس القانونية والخلفيات التثقيفية الممزوجة بالأطماع
التوسعية والمنافية لمفهوم بناء الوطن» راحت تتكون الأيديولوجية المارونية:
«في ظل الادارة وارتكازاً إلى مصالح فرنسا وتركيز مؤسساتها التعلمية والثقافية,
وتدخل قناصلها في كل صغيرة وكبيرة» نمت حركة سياسية مارونية وبأشكال
تنظيمية مختلفة؛ لجانء اتحادات. عرائض إلى السفارات ووزارات الخارجية .
الاوروبية. فمنذ ذلك الحين, نلاحظ أن مشروعاً سياسياً بدأ يتكون لهذه الحركة
قوامه التنظير للبنان - . الوطن ورفع مطالب توسعية معينة وكتابة تاريخ يتلائم مع
هذا المشروع. وكان هذا بالذات تعبيرا عن صعود طبقة جديدة مارونية من اصول
جبلية (مقاطعجية وفلاحين) جمعت ثروتها من مصادر مختلفة: الهجرة. التجارة,
الزراعة المرتبطة بالتسويق الخارجيء وفي أغلب الأحيانمن هذه المصادر مجتمعة»!(١).‏
وكانت هذه الطبقة وأيديولوجيتها وراء مطالبة فرنسا باستقلال لبنان واعادة
الأجزاء التي سلخت عنه إليه. وقد حصل ذلك بتاريخ أول أيلول (سبتمير) ‎١57١‏ حين
أعلن الجنرال غورى قيام دولة لبنان الكبير؛ فعندها «اتسعت المساحة [مساحة المتصرفية]
من ٠0٠6؟كلم"ءإلى ‎٠١1٠٠‏ كلم" وزاد عدد السكان من نحو ‎١5‏ ألف نسمة إلى نحوى
ألف نسمة؛ وأصبحت بيروت عاصمة لبنان» وكسب لبنان السهول في عكار والبقاع
والجنوب فلم يعد عرضة للمجاعة كما حدث خلال الحرب: وأصبحت له مرافؤء مهمة في
ودف
تاريخ
مايو ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22322 (3 views)