شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 54)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 54)
- المحتوى
-
اسرائيل في ماضي تاريخهاء أي حصتها من مياه النهر المذكور. لانتفاء صفة تاريخية
الدولة النهرية عنهاء وتالياً لا تستطيع أن تتذرع بالحقوق المكتسبة لما لهذه الحقوق من
صفة تاريخية منتفية هي أيضاً عن اسرئيل.
كما لا تستطيع أن تتذرعء في مصادرتها مياه لبنان» بذهاب هذه المياه هدراً إلى
البحرء لما لمثل هذا التذرع من مخالفة لمبدأ مساواة الدول في السيادة وتالياً في الملكية,
ولمبدأ وجوب الامتناع عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي
والاستقلال السياسي لأي دولة.
فضلاٌ عن أن اباحة مثل تلك الذريعة يشكل نسفاً لقواعد القانون الدولي العام
كلهاء ولميثاق الامم المتحدة ومقاصده وأهدافه بل ولهيئة الامم المتحدة نفسهاء لأنه في هذه
الحالة يبيح ثروات دول العالم الثالث كلها لنهم الدول الكبرى والدول الصناعية وأطماعهاء
ويعيدنا إلى مرحلة الاستعمار المباشر الذي لم تقم عصبة الامم؛ ومن بعدها هيئة الامم,
إلا لتجاوز هذه المرحلة المظلمة التي جلبت على البشرية الكثير من الأحزان والمآسي.
" - الانسان اللبناني في الجنوب: وإن اعتداءات اسرائيل النابعة من طبيعتها
الدينية الثقافية النفسية لا تقتصر على الأرض والمياه اللبنانية فحسبء بل تشملء؛ اضافة
إلى ذلك. الانسان في جنوب لبنان» فهو هدفها الأول والأخيرء لآنه هاجس وجودها
العدوانى الاغتصابى. فالضمانات التى تطالب بها لصيانة هذا الوجود وحفظه. هى
ضمانات تستهدف بالدرجة الاولى الاعتداء على الانسان العربي بابقائه متخلفاًسواء كان
هذا الانسان العربي في لبنان أم في سواه من الدول العربية.
فالتخلفء في الوطن العربىء هو ضمانة اسرائيل الوحيدة, كما هو ضمانة كل
جماعة فئوية, تخاف المستقيل لأنها تخاف الانسان. والتخلف يسترفد قوته من التجزكة
والاقطاعية والطائفية والعشائرية والجهل والمرض والفقر, ومن كل مصادر الضعف
والاضعاف المفتتة والمفسخة لوحدة الوطن.
فإذا كانت قواعد القانون الدولي العام» وميثاق هيئة الامم بخاصة. قد حرّمت
الاعتداء على الأرض والمياه التابعة لدولة من الدولء فإنها بالدرجة الاولى قد حرمت: مع
شرعة حقوق الانسان, الاعتداء على الانسان ووضعت الضمانات كافة لصيانة حياته
ولتأكيد الايمان بحريته وكرامته وحقه كفرد وكجماعة. لأنه بدون الانسان تفقد الأشياء
وقد استهلت هيئة الامم ديباجة ميثاقها بالقول: «نحن شعوب الامم المتحدة, وقد
آلينا على أنفسناء أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد
جلبت على الانسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصفء وأن نؤكد من جديد ايماننا
بالحقوق الأساسية للانسان وبكرامة الفرد وقدره ويما للرجال والنساء والامم كبيرها
وصغيرها من حقوق متساوية... وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدماً وأن نرفع مستوى
الحياة في جو من الحرية أفسح, .
6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 114
- تاريخ
- مايو ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)