شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 77)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 77)
- المحتوى
-
فقبل قيام العلاقة الحالية بين النظام الصهيوني «السامي» والنظام العنصري «اللاسامي»
كانت هناك علاقات قديمة بين السامية الصهيونية, واللاسامية في اوروبا. ففي بداية بزوغ
الفكرة الصهيونية, اقام هرتزل تعاونا وثيقا مع وزير داخلية روسيا القيصرية. وعقد
كاستنرء سكرتير اللجنة الصهيونية في بودابستء اتفاقية مع أدولف ايخمان المعروف
بعداته الكبير لليهود. وتعتمد كل من العنصرية والصهيونية على المبدأ المكيافيي القائل:
«الغاية تبرر الواسطة». كما أن المضمون العنصري لكليهماء متطابق تاريخيا وفلسفيا
وعمليا:
- تاريخيا ينطلق كل من الكيانين من فكرة الاستعمار الاستيطاني - العنصري,
الذي هو ابشع اشكال الاستعمارء قديما وحديثا. ١
- فلسفيا (عقائديا): يرتكز كل منهما على الاساس الفلسفي ذاته «العنصرية +
التفوق العرقي»؛ وهذا أعلى المفاهيم العنصرية. «الشعب المختار» قِ جنوب افريقيا,ء
و «شعب الله المختار + ارض الميعاد» لدى اليهود ف فلسطين المحتلة.
- عمليا: فهذه الاسسء من الطبيعي ان تعزز ممارسات عمليةء وهذه تؤدي إلى
التطبيق الحي للعنصرية. ١ 1
وهذه الاسس الثلاثة تكشف" جليا ومطلقاء المضمون العنصري لكل من الكيانين
المنزرعين في جنوب افريقيا. وفلسطين العربية. وخلاصة القولء ان الصهيونية والعنصرية
تحدد مكانة الفردء على أساس عرقه اكثر من تحديدها على الاساس الديني. والممارسات
العنصرية في كل منهما ستوّكد صحة ذلك.
الممارسة العنصرية واحدة
في اسرائيل وفي جنوب افريقيا
يدرك الكيانان العنصريان أنهما يؤوّديان مهمة واحدة, هي في خدمة شبكة
الامبريالية العالمية. وتتمثل هذه المهمة في كونهما قاعدتين متقدمتين للأمبريالية, في آسيا
وافريقيا. واطماعهما تهدف إلى تحقيق السيطرة السياسية والاقتصادية على المنطقة التي
تحيط بهما. فالاستعمار الصهيوني. الاستيطاني في فلسطين, والاستعمار الممائل له في
جنوب افريقيا هما وجهان من طبيعة واحدة لاستعمار استيطاني , يرتكز على احتلال
ارض الغير والحلول محلهم. وانطلاقا من هذا الاساسء جاءت الممارسات العملية تجسيد]'
لا انحراف فيه للايديولوجيا العرقية. فكما بدأت الحركة الصهيونية تمول «الصندوق
القومي اليهودي» لشراء ارض فلسطين واقامة مستوطنات عليهاء تمهيداً لقيام الدولة
اليهودية. اتبعت الحركة العنصرية البويرية الاسلوب ذاته. وفي هذا الصدد قال موشي
دأيان: «نحن جيل من المستوطنين: ٠ وبدون الخوذة الفولاذية والمدفع لا نستطيع غرس
شجرة أو بناء منزل02''). وفي “5 آذار (مارس) ١519 قال دايان ايضاً: «ان العرب
يعتبروننا غزاة استولوا على بلد عربي وحولوه إلى دولة يهودية؛ وهم على حقء اننا
لم نأت: لنقذم مساهمة للبلدان العربية, انما اتينا لنقيم دولتناء(”"). وهذا القول مطابق
لقول صرح به فيردورد سنة *157, فقد قال: «ان المشكلة؛ في ابسط صورهاء هي اننا
يف - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 114
- تاريخ
- مايو ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)