شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 108)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 114 (ص 108)
- المحتوى
-
والدارس لديوان ابي سلمى يلمس اهتمام الشاعر بهذه المسائل جميعهاء وفي أكثر
من مكان للمسألة الواحدة. باع آل التيّان وادي الحوارث. وهو أراضٍ خصيبة تبلغ
مساحتها *” ألف دونمء ويقع على الساحل بين حيفا ويافا. وفي سنة 2١57“ أجلت
الحكومة البريطانية عنه سكانه العرب البالغ عددهم ١٠٠٠١ نسمة مع مواشيهم بالقوة
بعد أن قتل الجند بعض الاهالي. هرْت الحادثة نفس الشاعر فأنشاً قصيدة جاء فيها:
ودّع ظلالك يا حمام الوادي ألوى الزمان بغصنك الميّاد
من بعد سرحته وعذب نميره | نم في الهجير وأنت طاي صاد
ارسل نواحك يا حمام وقل لنا هل في حمى الوادي حمام شاد
يا جيرة الوادي الحزين تحيةً حمراء انطقها دم الأكباد
تتلسّسى الماضي فتبصر ظلّه خلف الدموع على شفار العادي
. ما تملكون؛؟ أفي النفوس حميّةٌ أبقيّة الأسياف في الأغمال..
(ص17و4١)
في القصيدة مقطعان الأول يتناول الحدث والثانى واقع الشعبء أي الخلفية التي
أدت إلى حصول الحدث. بعد ان يعرض الشاعر الحدث يحرّضء عبر تحيّة تتجاوز
الحاضر إلى الماضىء فالحاضرء لتنتهى إلى تأكيد ضرورة الجهاد وأهميته في الحياة. وهو
يستغلٌ الحدث ليكشف وينيّه ويحرض وليدل على الطريق. ولا يأتي هذا عبر شكل خطابي
تقريري وانما عبر قصيدة شعرية تتآزر عناصرها جميعها: مفردات وتراكيب وأساليب.
لخدمة الغرض.
نلحظ: في البدء. مخاطبة الشاعر للحمامء كناية عن سكان الواديء وهذا يثير
ما يرمز إليه الحمام الذي يتكرر لفظه من وداعة وسلام ومحبة. ويضع أمام المتلقي»
مباشرة, صورة العيش الآمن المطمئن لسكان الوادي وكيف تبدّل... فنلحظ صورة الظلال
التي تُوَدّع إلى الهجير. كما نرى المقابلة بين السرحة والعذب ونواح وبين طاي وصاد
وشاد. ثم نلحظ افعال الأمر التي تتكرّر متعاقبة وكأنها القسر المستمر على تنفيذ الهجرة.
ويعقب هذا تكرار حرف الحاء في البيت الثالث بما يثيره من احساس بالحسرة والحرقة.
والشاعرء في عرضه للواقع؛ لم يستخدم اسلوياً واحداً وانما مازج بين الاساليب وفق
الحالة: الأمر فالاخبار فالامر الذي يعقبه تساؤل منكر مقرر. هذا في المقطع الأول؛ حيث يقتضي
الامر حشد مختلف الوسائل التعبيرية لتصوير الواقع القاسي. أما المقطع الثاني» فيبدأ
بتحية ينطقها دم الأكباد تتلمس الماضي خلف الدموع. «تتلمس» هنا قمة في الشاعرية.
وكأن الماضي ضائع, وكأنه لا يُرى فاستخدم قعلاً يدل على استخدام حاسة اللمس ويفيد
التفتيش. ويذكر كيف كان هذا الماضي وينتقل إلى الحاضر مستخدماً اسلوب الانكار
والتمني مكرّراً «لو كان» ثلاث مراتء داعياً إلى تحطيم الراهن وإلى التمثل بالأجداد.
ويصل من كل هذاء في الختامء إلى غرضه: الجهاد هو الطريق الوحيد لتفادي الموت. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 114
- تاريخ
- مايو ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6704 (5 views)