شؤون فلسطينية : عدد 115 (ص 118)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 115 (ص 118)
المحتوى
ومع أنها تجهل بواعث قلقياء فإنها تعبي إصابتها بهذه الحال. بل وتتسامل عن
سببه بكل وضوح:
عالي يزعزعني ويعصف بي قلقعتي جائم الألم؟
هذا التزمزعء هذا الارتجاج. هو النتاج الأكيد لتمزق عميق يعاش في الداخل.
ذكلما كان الواقع أكثر ضغطاً على الشخصية كان الضمير أكثر ضقطاً على الأثاء وكلما
اشتد هذا الضمفط القسري الطابع تشكلت وتعمقت الشروخ والفجوات الناجمة عن
الصراع الداخلى في سميل تثبيث متطلبات الواقع الخارجي الاجتماعي.
بيد أن للقلق بعدأً إيجابياً. فضلاً عن أن سمة ماهوية كونية للروح الذي لا يملك
إلا أن يكون مضطرباً في عوالم الاغتراب. وفوق ذلك فهو. بوصفهء من أهم محفزات
الدفاع عن الوجود؛ من شأنه أن يشحذ الذهن ويوظف الطاقة النفسبة في الفاعلية؛ ولهذا
فإنه في أساس الابداع: بلا مراء. ولا سيما الابداع الفني الذي لا يفتذي بشيء قدر
اغتذاثه بالأخيلة اللأمرئية بالعين الجردة.
والآن. بعدما تبين لنا أن المحتويات الآساسية لشعر فدوى طوقان0 في المرحلة
الأولى: يمكن أن تناخص بثلاث مقولات نفسية هي الخوف والصراع والقلق, أفلا يسهنا أن
نطرح هذ! السؤال: هل تشكلت هذه الحال النفسية المعكورة المضصطرية بكل وضوح بمنأى
عن الكارئة القلسطينية؟ إن فدوى طوقان التي عاشت الكارئة عام ‎١5448‏ لا تكاد تعرض
للكاركة أبداً. ولكن هذا الصمت نفسة دالء» أو من شأنه : يكورن دالا. وإني لأتسائل
عن دلالته: هل توؤمن. الشاعرة بأن الكارثة كانت أكبر من أن يقولها الشغر؟ هل أنساها
انكفاؤها على الهم الذاتي الداشلي مجمل العالم اللوضوعيء بما فيه المصاب الجلل.
عصاب النكبة؟ آثراها من الكابة في حال استغرقيا فعزلها حتى عن الهم الوطني؟
وأيأ ما كان جوهر الشأن: فاست أحسب أن قلقها الخبيء الكتيم وأن خوفها
واضطراب بنيتها النفسية قد تشكل بمهعزل عن الكارثة. إن لا بد فثل هذا الاعتكار من
جملة عوامل كيما تنسجه على هذا النحو الثقيل الحضورء لا بد له من تراكمات مضطربة
ومتنوعة المصادر كي يتمكن من التغلفل في بنية النفس حتى هذا الحد.
والآن» لا بأس في إطلالة تقويمية تلقى على نتاج هذه الشاعرة: ولا سيما على
الاسلوب؛ في المرحلة الأولى, التي لا أراها إلا مرحلة أرهاص بشاعرة أكثر مما هي مرحلة
نذاج شغري مرموقة.
على الرغم من أن المعجم يجاول أن يخدم أفكارأ تجريدية - نظراأ لكونها أحوالا
ئفسية ذاتشيكة - فإذه يحتوى على قدن كبير من الفردات التجسيمية: ولكن هذه المفردات
كثيراً ها تكونٍ مشحونة بايحاءات رومائسية. ثم إذ تحاول الصياغات أن تكشف الأزمة
وكأتهاء حصيواً: أزمة وجودية: فإنها مع ذلك تحمل من المعاني النقسية الخفية ما يجعل
الجملة بتاء جمالياً إلى جد ما؛ , متعفىي عن أن تكون مجرد حامل للمعني, أو محرد مشجب
تعلق عليه المشاعر. بل إن المعنى ليصبح - ولو أحياناً - ضضرباً من المصايثة في
١١
تاريخ
يونيو ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 5121 (6 views)