شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 127)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 127)
- المحتوى
-
على الرغم من الكنائية المبثوثة في البيت الأول» فإن القارىء لا بد من أن يساوره
احساس بأن الشعور قذ بدأ يأخذ طابعاً قسرياًء إن أن الصورة تفتقر إلى الايحائية. مع
أنها محاؤلة جادة تبتغئ إنجان ايحاء”ما. أما التساؤلات القليلة المتوالية فلا تخلى من
الصدق, إن هي محاولة هادئة لتحقيق صورة الاختلاط الزمانيء ولكنها في الحقيقة
لا تغفوص إلى أغوار القلق الذي تؤسسة حالة الاختلاط هذه. وقد تفلح صورة السجان
الحجزي في رفع الارعاش الانفعالي قليلاً » لا سيما وأن فكرة تحجره تمثل نوعاً من
الارتذاد على صلادة الحصار المبثوثة في الفقرة الاولى» وعوداً على الشعور بالتجمدء
بالتحجرء الزمُنى. ولكن بينما استطاعت الايحائية أن تصور لنا المنغلق (بفتح اللام)
بوصفه المعنى الباطن للصورة أو للموقف في برهة الابتداء. وذلك من خلال تكثيف بسيط
للأفكانء وكذلك من خلال 3 الذبذيات النفسية في اللغة وفي الشذرات التصويرية قبل كل
شيء» بحيث يشعر المرء أن مضمون الصور أغنى من ظواهرهاء فإن المباشرة والتوجه
الافقي الذي وقعت فيه الشاعرة خلال الفقرتين الأخيرتين - مما أعكزنا عن 'جعل فكرة
التحجر باطنة في النص بطوناً شفافاً نصف: مستورء كما كانت فكرة القطيعة والتغلق في
الفقرة الاولى - هذا التوجه الافقى المباشر نسبياً قد أخفضي الكثير من قيمة الشعور
ومن توتراته وذبذباته التي كانت له في المستهل: فالفقرتان لا تكنان في احشائهما معنىئ
للمعنى الظاهريء كما أن حراك الصورء “اقصد طرائق توجهها ونموهاء قد أخذ ينبذ
تكثيفاتها الخصيبة وقدرتها على الايحاء. فالشاعر لا يقول الأسمى والأعلى إلامن خلال
سمة الالماع والتخييل. فيبدو أن فورة الانفعال» رعشته الأغنى» قد فضّت ذاتها في الفقرة
الاولى» مما أدى إلى اخفاض التوترء وبالتالي إلى نقص“ في شحن الصور بالطاقة الوجدانية
الانفعالية. إذ أن كل شعور ملازم للصور إنما يغتذي مادته من هذه الطاقة: الحفزية
عينها. وإذا ما صح هذا الأمرء أي إذا ما صح أن الفقرتين الثانية والثالثة سيان
بالحرارة التي كانت للفقرة الاولى» يغدى في ميسورنا القول بأن أنفاس فدوى طوقان ليست
بالفسيحة المدى, الشيء الذي قد تسنده ظاهرة بارزة في شعرهاء الا وهي 0 1
قصائدها الحديثة قليلة الصفحات.
لعل في ووسعنا أن نسحب ما قلناه عن هذا النص على مجمل شعر فدوى,2 أو ريما
على معظمه. وبايجازء إن صمود هذا الشعر, تماماً كدرجة صمود هذا النص, أمام معيار
رعشة الانفعال؛ اح ب 02 متماسكاً لا يقبل التهاوي, مثلما هو, في فى الوقت نفسه,
ليس متهاوياً سهل التهدم أمام مطارق الجِسٌ النقدي.
بيد أن بودي الاشارةء بوجه خاصء إلى فتور الشعور وغياب رعشة الانفعال عن
مناخ قصائدها الرثائية حصراًء وهي القصائد التي توا لف جزءاً ليس باليسير من مجمل
انتاجها الشعري. فالحرارة الأصيلة» هناء توشك أن تكون غياباً تاماً على الرغم من خلو
المرثاة من عوامل التضخهم الشعوري أو الزعمية أو التميع. فالموقف الماثل من أجل 0
المكايد يوصفه مقاماً من مقامات المأسويء بل يوصفه النداء الأصلي للفواد المكلوم بقعل
المويت. يخفق في هذه المراثي أيما اخفاق في مضمار استثارة أي شعو تتفتح عنه الماهية
١8 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 116
- تاريخ
- يوليو ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)