شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 132)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 132)
المحتوى
بدوحه الفقرة الرابعة إلى الشعراء لتقدم 0 مفاده أنهم يضحون بأنفسيهم
ليثمروا جيلاً مناضلاً خصيباً. وهي تطرح هذا المضمون وتكشفه من خلال شكل انجيلي
فحواه أن السنبلة لن تولد إلا بعد فناء البذرة في التربة. وهنا نلمس توافقاً رائعاً بين
الشكل والمضمون.
هنا قد تبين2» حتى الآن2 أن تساند الشكل والمضمون يوّتى التوفيق في بعض
الأحيان ويفتقر اليه في بعضها الآخر. والآن؛ كيف تنهض الموسيقى بخدمة المضمون؟
لعل الوظيفة الأساسية لموسيقى الشعر أن تكون الاسهام في حمل المحتوى
الشعريء. بل ومجمل التجربة الكامنة خلف القصيدة وفي داخلهاء إلى الاذن الداخلية
للمتلقي. ولن يفيب عن البال أن الموسيقى العذبة الفعالة والمعبرة إن هي إلا انتاج
لتعاضبد حركة النسيج اللغوي والقدرة الافصاحية التي تتسم بها اللغة نفسها.
منذ الأبيات الاولى يشعر القارىء بأن ثمة نغمة حزينة أسيانة تهيمن على جرس
الكلمات: وبذلك تسهم هذه النغمة في نقل الجو المزمع تصويره نقلاً له درجة عالية من
الدقة. وفضلاً عن ذلك؛ يتأتى شعور فحواه أن الموسيقى إنما أتت بطريقة “تلقائية
أو ذاتية الانبثاق» بمعنى أن جودة الايقاع لا تستغرق الشاعرة بحيث تضطرها إلى أن
تصطنعها اصطناعاً. ولهذا فقد جاءت نغمة الاسى الرزينة كمحول من محولات المضمون
نفسه؛ لا كشيء أقحم عليه اقحاماً من خارجه. وحين بلغت البيت الرابع؛ وهو ما يؤلف ذروة
انفعالية صدقها جوهري أصيل, فقد اختصرت الكم الايقاعي إلى أقل عدد ممكن من
المقاطع: أي ما يوازن تفعيلة واحدة فقطء كأنما هي تطبق تطبيقاً تلقائياً أحد المبادىء
الموسيقية المعروفة تقليدياً: كلما كان الموقف أكثر انفعالية احتاج إلى عدد ضئيل من
المقاطع2, لأن ذلك الكم المحدد يتناسب مع حركة التنفس المتسارعة بتسارع الانفعال,
وكذلك مع نبضات القلب المتزايدة بتزايده. وبذلك تجعل الكم الايقاعي شيئاً يشبه دفقة
اخبارية مشحونة بالانفعال.
ومع أن القصيدة لا تواظب على هذا المعدل الجمالي الراقي في مضمار الموسيقى
الداخلية فإنها تعد نجاحاً نغمياً موفقاً أنجزته فدوى بفعل حرارة الحادث التاريخي.
وربما كانت هذه القصيدة أنجح قصائدها في مضمار الموسيقى الشعرية. ولكن: يمكن
للمرء أن يشير إلى الفقرة الثالثة على أنها اخفاق واضح من حيث عجز الموسيقى عن نقل
المعنى, أو على الأقل من حيث ابتكار قيم صوتية يمكن أن تهيمن على الاذن. ولا تخلو
الفقرة الثانية, قبلهاء من بعض الاخفاقات ولكنها اخفاقات طفيفة إذا ما قورنت بحال
صويحبتها الثالثة. والجدير بالملاحظة أن الصور الفجة الخالية من العاطفة الوهاجة
أو الانفعال المتوتر أو الرزين» والمفتقرة إلى ألفاظ بهية وحسنة الادارة هي التي تنطوي
على الافتقار إلى الموسيقى التعبيرية» وعلى حلول الرتابة النفمية في مكانها: 00
ولن يرتد فيناالمد والغليان والعقضب
ولن ينداح في الميدان فوق جباهنا التعب
ولن نرتاح حتى نطرد الأشباح والظلمة.
1١71
تاريخ
يوليو ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6704 (5 views)