شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 133)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 133)
- المحتوى
-
فلعله باد هذا بجلاء أن الموسيقى لا تنبض من داخل: الكلمات» مثلما أنها تتردد
على سطح السلسلة اللفظية لا في أعماقها. ومع أن الألفاظ تتسم بالقوة إذا ما اخذت كل
واحدة منها على حدةء فإن سوء ادارتها قد استلبها طاقتها الايحائيةم وكذلك القدرة على
5ك! الانففال |العسيقة ركنا أشلفت: للست الموسشفو (الاكتل 0م ابتاك لون
وه الوزن الناجم عن معدل سرعة النسيج الكلامي. بل هي كذلك من انتاج الطاقة
الافصاحية للألفاظء أو قل من التعاضد الجدلي القائم, بين هذين. الينبوعين. فقلما يقع
الشاعر في الركاكة المضمونية دون أن يتردى المستوى الموسيقي لشعره. فالايقاع يعجز
عن النهوض بوظيفته التعبيرية حين يعزل عن المعنى» وحين يكتفى بالتمطي فوق سطح
المضمونء لا بالإيغال في قلبه بحيث يؤلف نبضه الصميمي من الداخل. والآن يمكن القول
بأن الموسيقى تملك في بعض الأحيان» أن تلتغم ف “الألقاظ,' وكذلك في“المضتمون, :ابتغاء انكاز
مقام شعري أصيل: ولكنها تخفق في هذا المضمار في أحيان اخرى تكاد تملا أكثر من
نصف شعر المرحلة الثانية من مراحل فدوى طوقان.
أما *القافية!. قما. لم:تنهضبوظيفتها ا في “خدمة "المعنى #واتجاذالايتطاء اعن”'الؤجه
في :المقطع. الأول امن «القميدة الت ابين “أيدينا؛ حيث! يستو) الحسن: الطللياصالة,
ترى كلمة «الدار».وهي تتواتر في القافية أربع مراتء وتتقفى معها كذلك كلمة «أخبار,
التي توحي بترابط شديد بين الدار وماضيها. وقد جاءت الآبيات الاولى من هذه الفقرة
بغير ما تقفية على الاطلاق» وذلك لأن «الفوضى» التي تريد تصويرها قد تحتاج إلى تسيب
في التقفية من شأنه أن يسهم «بالايحاء» بالفوضى. وفي أواخر الفقرة ترتد. القوافي بعضها
على بعضها الآخر ليحيل اللاحق منها إلى السابق:
وأين همو؟/ وأين همو؟
ولم ينطق حطام. الدارء
ولم ينطق هناك. سوى غيابهمو.
وهنا نلاحظ كيف ترتد «غيابهمو» على «أين همو؟»: لا ارتداداً إيقاعياً متناغماً
فحسب, بل وارتداداً مضمونياً يخدم الفكرة ويجليها. فحين تتساعل .الشاعرة عن وجودهم
فإن الصدى يجيء بكلمة «غيابهمى» كاجابة على التساؤل الملحاح. وعلى مبدأ الارتداد
نفسه تحال كلمات الروي التالية احداها إلى الاخرى: «الهجران», «وكان», ثم «وكان»
الثانية, وأخيراً «بالأحزان». فهذه الكلمات الأربع التي تمثل قافية واحدة تنطوي في
الحقيقة على مضمون واحد. والأهم من ذلك أنها امتداد للمضمون الطللي الذي يعزف
المقطع على وتره.
ويستمر مبدأ الاحالة والرد في المقطع الثاني. ولكننا حين ننتقل إلى الثالث فإننا نجد
أن مبدأ الاحالة والرد قد انقطع. فالترابط بين «الأمس» و«الشمس» واه إلى درجة كبيرة,
كما أن «العتمة» لا تحيل إلى «النهمة». ولا تتعلق بها البتة. فضلاً عن أنها مفصولة عن
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 116
- تاريخ
- يوليو ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)