شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 135)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 135)
المحتوى
وكل أشتات المنى المبعثرة.
وثانيها ما يختزن شيئاً من الكثافة. ولكن مع اتصاف معنى المعنى فيه بالضحالة,
وضمن هذا القطاع ينحشر معظم شعرها. واليك يعض الأمثلة:
ما الذي قص جناح الوقتء من كسّح أقدام الظهيرة؟
يجلد القيظ جبيني» عرقيء يسقط ملحاً في جفوني.
آهء آلاف العيون علقتها اللهفة الحرى مرايا ألم
فوق شباك التصاريحء عناوين انتصار واصطبار.
أى نستجدي القيون.
فليس بخافٍ على قارىء هذه الأبيات أن معانيها الاضافية لا تكمن تحت عمق بعيد
الفور بل هي في متناول اليد تحت سطح المعنى الظاهري بقليل, الأمر الذي من شأنه أن
يعني افتقارها إلى الايحائية. والشعر الجوهري لا يأتي إلا من أفق بعيدء من خلد قصيء,
من عمق لا يطاله إلا الآن الماهوي الأندر. فليس ثمة معنى قصي في هذه الأبيات التي
لا تنطوي على أية أخيلة إلماعية أو على أي ايحاء غضير. فالمشماعر هاهنا ليس لها أي
تبطين كموني, ولا أية ظلال خفية تندمج في الألوان الظاهرية. ولكن الفن» عبر وظيفته
اللامنطقية, يرى ما لا يرى بالعين.
أما ثالث هذه الأصنافء فهو ما يتسم باللامنطقية مع شيء من العمق. وهذا الصنف
الثالث أشد ندرة في شعر فدوى من الصنفين السابقين. ويمكن أن نأخذ الفقرة الاولى من
لوحة عنوانها: «من مفكرة سجين مجهول مكان السجن». وهي التي سبق لي أن تعاملت
معها قبل صفحات قليلة, يمكن أن نأخذها مثالا على هذا الصنف الأنجح.
وف الواقع, كثيرا ما تلجأ فدوى إلى التعبير يجمل تصريحية تحتاج إلى تغطية
شعورية عظيمة كي تبتعد تبتعد العبارة عن النثرية, في حين أن العبارة الكمونية (أي ذات
المعنى المحايث ا الظاهري)2 وهي التي تفهم بناء على مبدأ الجرجاني في «معنى
المعنى», قد لا تحتاج إلى مثل هذه التغطية الشعورية, لأن جماليتها تعتمد على المحايثة
أو المباطنة. أقصد على كون المعنى ثنائى الطبقةء مما يجعل من الألفاظ غاية في ذاتهاء
ولا يمكن فصلها عن المضمون الذي بها يتعين» ولا عن ايقاعاتها ذات القيمة التعبيرية
وذات الاسهام في تحديد المعنى, أو اخصابه. على الأقل. وهذا يعني أن عظمة الشعر
كثيراً ما تتقوم بالمحايثة والاضمارية.
وهكذا يتضح أن شعر فدوى كثيراً ما لا يملك أن يتمتع بالكثافة التي تضعه في
مرتية الحداثة: ولكنه كثيراً ما لا يقبل الاسفافء إذ يغلب عليه أن يحافظ على سوية
معتدلة تتوسط بين الطرقين المتطرفين.
خائمة
هذي هي فدوى طوقان: إذن. إنها شاعرة متوسطة القيمة. ولكن» وعلى مبعدة من
تاريخ
يوليو ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2100 (11 views)