شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 169)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 169)
- المحتوى
-
أهمها أن مصر تقع على أبواب فلسطين؛ وبها طائفة يهودية كبيرة يمكن أن تلعب دورأ كبيزاً في خدمة
الأهداف الصهيونية, ولذلك نجد ان بداية النشاط الصهيوني في مصرء واكبت بداية ظهور الصهيونية
لتم 1
وهكذاء ففي ذات العام الذي أصدر فيه تيودور هرتسل كتابه الدولة اليهودية , قدم إلى مصر
داعية صهيوني متعصبء هو جوزيف ماركو باروخ. وقد استطاع هذا أن يؤسسء قبل أعوام ثلاثة من
بداية القرن (من سنة ا85١)2 أول جمعية صهيونية بمدينة القاهرة أسميت جمعية بركوخيا
الصهيونية التي اتخذت من اسم يهودي قاد تمرداً ضد اليونان رمزاً لها. والملحوظة , الهامة؛ في هذا
السياق. تتمثل ف أن النشاط الصهيوني؛: كما ترصد الكاتية. كان أوضح وأكثر عنفاً وسط طائفة
الاشكنازيم (اليهود ذو الأصول الغربية)؛ ويرجع هذا الأمر إلى «ان اليهود السفارديم؛ الذين ارتبطوا
بمصر مند فترات طويلة. لم يتعرضوا خلالها للاضطهاد, لم يقتنعوا بالحل الصهيوني للمشكلة اليهودية»
ص 5”. كذلك أنشأ ليون كاسترو سنة 151١17 في مصر أول فرع تابع للمنظمة الصهيونية؛ ثم تابع نشاطه
من أجل مد نشاطات المنظمة الصهيونية إلى كل الأماكن التى تواجدت عناصر الجالية. اليهودية فيها.
ويذكرء في هذا السياقء: أن الزعيم الصهيونى المتطرف فلاديمير جابوتينسكيء أستاذ مناحيم بيغن وقائده,
قد بذل مساعي حثيثة من أجل اقناع الادارة البريطانية بتكوين فيلق يهوديء خدم في صفوف القوات
البريطانية إبان الحرب العالمية الأولىء طمعاً في اكتساب الخبرة القتالية من جهة؛ وفيٍ ضمانة التأييد
الانكليزي لمسعى انشاء الدولة الصهيونية من جهة أخرى. وقد كانت مصر معقلاً للنشاط الدائر حول هذه
القضية؛ ومن أجلها زارها جابوتينسكي. وعبرها انطلق الفيلق اليهودي إلى فلسطين لكي يلتحق بالجيش
البريطاني المرابط فيها؛ ومن الملفت للنظرء في هذا المجال؛ أن كبار الرأسماليين اليهود في مصرء شجعوا
النشاطات الصهيونية فيها وتزعموها. فعندما أعيد تشكيل فرع المنظمة الصهيونية فيهاء سنة ,١57١ على
سبيل المثال؛ تولى رئاسته جوزيف شيكوريلء الرأسمالي المعروف. وهكذا... فلم تأت حقبة الثلاثينات
إلا وكانت مضير نقطة ارتكاز هامة لنشاط الحركة الصهيونية العالمية, فتوافد عليها كبار زعمائها أمثال
ناحوم سوكولوفء. وحاييم وايزمان» وفيرا كاتمان. وغيرهم. ومع حلول الأربعينات. تطور مستوى
النشاط الصهيوني السري والعلني في مصر وبخاصة مع تدفق جنود الحلفاء. خلال سنوات الجرب العالمية
الثانية إذ كان بينهم الكثيرون من غلاة الصهاينة؛ ممن وجدت فيهم الحركة الصهيونية», فرصة سانحة
ومن الملاحظ أن قادة اليهود في مصر - بالرغم من تسامح حزب الوفد في التعامل معهم - قد
انحازوا إلى العرش حينما بدأ التحرك لانشاء حزب الاتحاد. في مواجهة سعد زغلول وزعامته الشعبية؛
ويشير ايبن وذيد ا الإتبدائيل الأسبق في عكر إلى ان حاييم. وايزمان قد اعتاد أن
كذلك اشتهر. ت العلاقات 20 التي 9 ا صدقي. الرأسمالي الكبير. وجلاد الحركة الجماهيرية
بكبار الصهاينة من اليهود المتمصرين.
الصحافة والاعلام سلاح رئيسي
كان النشاط الثقافي؛ وعلى قمته العمل الصحافيء واحدأً من أهم الوسائل التي لجأت إليها
الحركة الصهيونية في مصرء للترويج لدعوتها وتجنيد المتعصبين لأفكارهاء وكذلك لمحاولة التأثير سلبيأء على
موقف مصر من الصراع المصيري الدائر بين هذه الحركة وبين الشعب الفلسطيني. وتبدو دعوة جريدة
الشمس الصهيونية؛ إلى نبذ الاهتمام بالقضية الفلسطينية من قبل الأحزاب والقوى السياسية المصرية
هامة وذات دلالة؛ في إلقاء الضوء على واحد من أهم الأهداف الصهيونية التاريخية؛ الا وهو عزل مصر
بثقلها البشري والمادي والتاريخي عن المعركة. فجريدة الشمس, تحت دعوى زائفة تتمثل 'باسداء النصح,
تفضح هذا التوجه. حين تقول: «ليس من مصلحة المصريين أن تكون المسالة؟ الفلسطينية. موضع
مناقشات حزبية. حيث أن لدى مصر كثيرأ من المسائل التي تتطلب بذل الجهود. لتحعل من
17 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 116
- تاريخ
- يوليو ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)