شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 173)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 173)
- المحتوى
-
ص 158, وهو استنتاج تدعمه المتابعة المتأنية لتاريخ «الصحافة اليهودية في مصرهء ومحتوياتها على النحو
السايق ذكره.
جهل أم تواطؤ ؟!
تبقى مجموعة من الملاحظات الأساسية على البحث الذي عرضنا له فيما سلف؛ أولاها ذات طابع
فكري وتتعلق بالخلفية الأيديولوجية للباحثة. والتي منعتها من الوصول إلى المسببات الصحيحة لبعض
الظواهر التي اعترضتها خلال البحث. فعلى سبيل المثال» حينما تصدت لتفسير التجاهل الغريب الذي
تعامل به المسؤولؤن المضريون مع النشاط' الخطر والصريح للحركة الصهيونية في مصرء بل ومشاركتهم
المباشرة في الكثير من مظاهره, أرجعت ذلك إلى سبب أغرب: إن تذكر في آخر صفحات كتابهاء مانصه:
«وريما تدل طبيعة النشاط الصهيوني في البلاد. على مدى جهل المسؤولين المصريين بأبعاد الحركة
الصهيونية وأهدافهاء ض58١. وهي تذكر هذا بالرغم من أنهاء في الفقرة نفسها؟ تقرر «أن الدعاية
الصهيونية هنا في مصرء كانت تحظى بصفة رسمية. وربما قد لا نجاقي الحقيقة إذا قلنا أنها كانت تحظى
باعتراف السلطات المصرية: حيث ان صدور صحف يهودية في مصر كان يتظطلب موافقة السلطاتء وفقاً لما
ينص عليه قانون المطبوعات»: كما أنها تذكر أيضاًء أن المجلة الصهيونية أكدت: في صدر صفحتها الأولى؛
«أنها لسان حال المنظمة الصهيونية في مصرء كما أن السلطات منحت موافقتها لصاحب مجلة, المنير
اليهودي. رغم علمها بأنه من المؤمنين بالفكرة الصهيونية, وبأنه يعمل على ترويجها. ولم يكن
مستبعداً أن يستخدمها كمنير لترويج أفكاره» ص58١. وقد كان بالطبع.
وواقع الحال ان ما تسميه سهام نصار جهلاً. هو في حقيقة الآمر تواطؤ مكشوف بين الطبقة
البرجوازية المصرية؛ بشكل عامء وشريحة كبار الرأسماليين منهاء بشكل خاص من جهة؛ وبين البرجوازية
اليهودية النافذة الكلمة في البلاد. والمهيمنة على شؤون الاقتصاد فيها من جهة أخرى. وتعاطف البرجوازية
المصرية مع الفكرة الصهيونية التي هي التعبير الأمثل عن طموح البرجوازية اليهودية الكبيرة؛ منذ نهايات
القرن الماضي؛ يمثل جذر الخيانة الساداتية الاصيل فيما بعد. ومما يجدر ذكره أن هذا التعاطف كان ينمو
باضطراد مع نمو الحركة الجماهيرية التي هددت استقرار النظام البرجوازي المصري المتحالف مع
المستعمر طوال أحقابٌ عديدة: وتلمس الباحثة بعضاً من ملامح هذا التعاطف: في موقف اسماعيل صدقي,
عدو الحركة 'الشعبية. الألدء الذي كانت تربطه: بكبار الرأسماليين اليهود «علاقات صداقة: وعلاقات عمل»,
«لذا وجدناه يتخذ مواقف معادية للفلسطينيّين الذين كانوا يقيّمون بمصر. ويتبنى موقفاً لا يتسم بأدنى قدر
من التعاطف معهم؛ فقد اعتقل سنة 1970: وهو وزير للداخلية: الوطنيين الفلسطينيين» الذين هتفوا ضد
بلفور أثناء مروره على مصر لحضور الاحتفال بافتتاح الجامعة العبرية وعندما تولى رئاسة الوزارة سنة
أغلق جريدة الشورى الفلسطينية: لصاحبها محمد على الطاهر. الذي كان من مؤيدي حزب
الوفد: في حين أبقى “على جريدة ' اسرائيل ' الصهيونية»: ص 59.
فمن الواضح إذنء ان.هذا الموقف, وأمثاله كان.يتم عن وعي كامل بحقيقة. ما يجري .لا عن «جهل»
كما تفسره سهام نصار. ومن السذاجة تصور ان البرجوازية المصرية التي يجسدها اسماعيل صدقي
كانت تجهل مرامي الحركة الصهيونية» وهي تغض البصر عن نشاطاتها العلنية والسرية في مصر.
أما الملحوظة الثانية. فتتعلق بغياب المراجع التفصيلية للبحث الذي هوء في الاصلء بحث جامعي
أكاديمى؛ ففيما عدا قائمة المراجع العامة المذكورة في نهاية الكتاب» يفتقد القارىء؛ الا فيما ندرء اسم كل
المراجّع التي اقتبست الباحثة منها فقرات, أو استشهدت بآراء مؤلفيها وتاريخ صدورها ومكانه. وقد يكون
الناشر رأى, في حَدذْفَهَاء نوعاً من التخفيف على القارىء, غير أنه. على كل الأحوالء نقص كان من الواجب
أما الملاحظة الأخيرة؛ فتتعلق بالجزء الذي تناولت فيه الباحثة. بالرصد والتحليل» مجموعة الجرائد
والمجلات اليهودية الصادرة بالعربية في مصر.
١7 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 116
- تاريخ
- يوليو ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)