شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 19)
- المحتوى
-
وتزامنت هذه الدعوات من ناحية ثانية» مع ازدياد حدة التوتر داخل مبايء وظهور 7
إشارات التصدع عليهء نتيجة تغييرات حدثت في. شخصياته القيادية. ففى أواخر سنة
45, أعلن بن غوريون؛ رئيس حكومة اسرائيل وزعيم مبايء استقالته من منصبيه
واعتزاله الحياة السياسيةء وهذه المرة «نهائياء؛ ووقع الأختيارء بموافقته. على ليفي
اشكول وزين المالية, خلفاً له. غير أنه لم يمر إلا وقت قصير حتى دب اخلاف بين الرجلين,
راح يزداد عمقاً من يوم إلى آخرء وأدى إلى قيام كتلتين داخل مباي: أيدت كبراهما
اشكول والقيادة الحزبية المبائية القديمة التي التفت حولهء بينما انحازت الأقلية إلى جانب
بن -غوريون. ولم: تسكت القيادة المبائية على بن - غوريون طويلاً: إن لوحظ. مع اتساع
نشاطه المعارضء ان انصاره راحوا «يستقيلون», الواحد بعد الآخرء من المناصب
الحكومية التي كانوا يشغلونهاء ويتخلون عن مواقع السلطة, وبيعضها مهمء تدريجياً. و
ناحية أخرى, تشابكت هذه الاختلافات مع المناظرات التي اتسعت أنذاك: وشملت معظم
القوى السياسيةء حول استرايجية المستقبل الاسرائيلية برمتهاء على أرضية العزلة التى
كانت اسرائيل تمر فيهاء وتفشي الشعور بالاقتراب من نهاية الطريق المسدودء ان في كيفية
«التعامل» مع العرب» أو على صعيد المواقف الدولية.
وخلال صيف 1555» وعلى أبواب معركة انتخابات الكنيست السادسء التي جرت
في ؟ تشرين. الثاني (نوفمبر) من تلك السنة2. حسم الوضع. فقد اعلن حزبا مباي
واحدوت هعفوداه. وان احتفظ كل منهما بتنظيمه المستقل. عن اتفاق فيما بينهما مفاده
توحيد قواهما في تجمع (معراخ) عمالي يخوض معركة الانتخابات المقبلة في قائمة موحدة
تضم مرشحي الحزبين. أما مبام. فقد امتنع عن الانضمام إلى هذا التجمع موضحاً أنه
سيخوض الانتخابات لوحده'"). ولكن على الرغم من موقف مبام هذاء الذي ادى إلى
إبقاء الجناح العمالي الصهيوني منقسماً إلى شطرينء كان لإقامة تجمع مباي احدوت
هعفوداه تأثيره الواضح على معسكر الأحزاب الصهيونية الأخرى المعارضة: التي خشيت
من أن تؤدي إقامة ذلك التجمع إلى خلق مجموعة برمانية قوية في الكنيستء, ينجم عنها
تحجيم باقي الأحزاب واضعافها؛ ومن ثم, ربماء انحسار نفوذها تدريجياً. ولذلك ما أن
أعلن عن اقامة التجمع العماليء حتى سارع حزبا حيروت والأحرار إلى تأسيس .«تكتل»
مقابل سموه كتلة حيروت الأحرار (فاحال).: التي أعلنت أيضاً انها ستخوض
الانتخابات المقبلة في قائمة انتخابية موحدة. وقد جاءت اقامة غاحال بمثابة خطوة أخرى,
مهمة: على طريق الاستقطاب والتضلب. فالأحرار الذين انضموا إلى غاحالء كانوا حتى
ذلك الوقت بشطريهماء الصهيونيون العموميون والتقدميونء عبارة عن أحزاب مركزء تتخذ
مواقف وسيطة بين مباي من جهة وحيروت من جهة أخرى. كما أن الصهيونيين
العموميين. وهم «جماعة» الدكتور حاييم وايزمان» الرئيس السابق للمنظمة الصهيونية
العالمية» وأول رئيس لاسرائيل» وأب اليرغماتية الصهيونية؛, كانوا من حلفاء مباي
«التاريخيين»؛ إن شاركوه في معظم الادارات . الصهيونية أى الحكومات الاسرائيلية» التي
شكلت منذ منتصف الثلاثينات وحتى مطلع الستينات. كما كان التقدميون من «الطراز»
نفسه. ولكن اقامة غاحال قلبت هذا الوضع رأساً على عقب؛ إن سيطرت على الكتلة
18 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)