شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 51)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 51)
- المحتوى
-
أصدر الحزب الشيوعي السوداني بياناً. أعلن فيه أنه. وإن كان يقبل العمل
السياسي كمكمّل للعمل العسكري. إلا أنه حذّر من أن يؤدي قبول المشروع إلى تجميل في
وجه الامبريالية الأميركية» وإلى «اطلاق يد الرجعية العربية لتصفية المقاومة الفلسطينية.
وإلى الاعتراف باسرائيل أو التفاوض معهاء كما حذَّر من أن يتحول قبول المبادرة أو رفضها
إلى صراع ضد هذا النظام الوطني الغربي أو ذاك, وإلى اضعاف تحالفنا مع صديقنا
الأعظم الاتحاد السوفياتي». وطالب البيان بتوفير الديمقراطية للجماهير الشعبية بغية
إطلاق طاقاتها الهائلة التي تشكل وحدها السد اللازم ضد السلبيات. وفي ١8
أيلول (سبتمبر) ,1917١ غاب عبدالناصر إلى الأبد. وبوفاته فقد الحزب الشيوعي
السوداني مانعاً قوياً ضدّ الصواعق. إذ طلما لعب عبدالناصر دوراً فاعلاً في تهدئثة
الصراعات بين الحزب الشيوعي والانقلابيين. وهو الذي أقنع نميري بضرورة إعادة
عبد الخالق محجوبء أمين عام الحزب الشيوعي السودانيء إلى السودانء بعد أن كان قد
نفاه إلى القاهرة: في آذار (ماربس) ١197١ء على الطائرة نفسها التي. حملت الصادق
المهدي زعيم حزب الأمة, إلى خارج السودان, بعد محاولة التمرد التي نظمها الأنصار
وحزب الأمة في جزيرة آباء آنذاك.
وعاد محجوب. في تموز (يوليو) من العام نفسه. إلى الخرطومء وعقد الحزب اجتماعاً
تداوليًء في الشهر التاليء انتهى بدحر المستوزرين الشيوعيين؛ حتى أنهم عجزوا عن كسب
مندوب واحد من المندوبيين الذين حضروا الاجتماع المذكورء وهى الذي ضم زهاء ثمانين
مندوياً. وظل المنشقون وقفاً على ثمانية من أعضاء اللجنة المركزية فحسب. وهنا اندفعوا
إلى الانشقاق.
واستفحلت الخلافات بين الحزب الشيوعي والانقلابيين» وانتهز هؤلاء: وفاة
عبد الناصر ليعبروا عن أحقادهم على الحزب, فأخرجوا ثلاثة من قادة الانقلاب هم: المقدم
بابكر النور والرائد هاشم العطا والرائد فاروق حمد الله؛ وهم الذين عرفواء من دون قادة
الانقلاب الآخرين, بالميول الديمقراطية والتعاطف مع الحزب الشيوعي. وكان ذلك في ١1
تشرين الثاني (نوفمبر) ,.157١ كما اعتقل الانقلابيون, في اليوم نفسه, عبدالخاق
محجوبء وأخذوا يضيقون الخناق على الحزب الشيوعي ويقمعون نشاط أعضائه.
ثم كانت حركة الرائد هاشم العطاء في ١4 تموز (يوليو) .157١ التي أطاح بها
بنظام نميري والتي نجح السادات, بعد ثلاثة أيام» في إفشالها بدباباته الجاثمة في جبل
الأولياء وطائراته القابعة في وادي سيدناء وهما القاعدتان المحيطتان بالخرطوم. والذي
يبدى أن الحزب الشيوعي السوداني وهاشم العطا لم يدر بخلدهما أن هذه القوات
«الشقيقة» يمكن أن تغرق السودان بالدماء. وتتدخل: في أشد الامور داخلية في السودان»
وهي التي جاءت تحتمي من الغارات الاسرائيلية على مصر!
إن هدقفي من هذا السرد الذي يبدو أنه خارج مسار هذا المقال, هو الاشارة إلى أن
انقلاب أيار (مايو) ١919 أغرق الحزب الشيوعي ف مشاكل مصيرية؛ انتهت بمذبحة
بشهة نظمها نميري في السودان وقتل فيها ثلاثة من أبرز قيادييَ المزب الشيوعي
ا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39580 (2 views)