شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 69)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 69)
المحتوى
اليهود الذين طردوا من فلسطين منذ ألفي عام. ولكن الحركة الصهيونية استعملت هذه
الحجة بذكاء ودهاء وصورت للرأي العام العالمي» وخصوصاً الرأي العام المسيحي المتدين
أنهم طردوا من فلسطين على يد الرومان وأن لهم الحق في العودة اليها. أما العرب»
أو الفلسطينيون سكان البلاد الأصليون فقد صورتهم الدعاية الصهيونية أنهم غزاة جاوؤوا
إلى البلاد من الخارج وهم دخيلون عليهاء أى أنهم عرب رُحل أو بدو مثل بدو الصحراء
في بئر السبع الذين صورتهم الدعاية الصهيونية يرتحلون في الصحراء شرقاً وغرياً
ولا جذور لهم فيها.
وبما أن الفكرة الصهيونية «بالعودة» قد بدأت تنشر بين اليهود في اوروبا في
منتصف القرن التاسع عشرء وهو نهاية عصر الاستعمار وبداية عصر القومياتء فقد
تحاشواء لأسباب إعلامية وسياسية وابتعدوا عن استعمال كلمة «استعمار فلسطين»
أو «الاستيطان في فلسطين» لأن هذه الاصطلاحات تدل على أنهم غرباء أى مستعمرون
لأرض ليست .ملكهم. وكرسوا استعمال كلمة العودة والتي أطلقوا عليها بالعبرية كلمة
«علياء (4114). وتعني الصعود لما لهذه الكلمة من جاذبية وسحر ديني وتوراتيء إذ
تعني الصعود إلى أورشليم, أي إلى اللهء أى إلى الطهارة والنقاء. وبذلك ريطوا العودة
بالدين لتشجيع اليهود المترددين على الهجرة إلى فلسطين لأن في ذلك تقرباً إلى الله.
أما بعد تأسيس الدولة الصهيونية بعد عام ‎:١1544‏ فقد نشطت الدعاية الصهيونية
لنشر مقولة «العودة» بين المجتمعات المسيحية في اوروبا واميركاء لكسب تأييدهم لفكرة
العودة إلى «الوطن الأصلي» لليهودء الذي وعدهم به الرب يهوهء وكاتبى العهد القديم.
واستطاع الصهاينة التغلغل بين الأوساط المسيحية في الغرب لتفسير المغزى الديني لعودة
«شعب الله المختار» إلى الأرض الموعودة. وأهمية تلك العودة للبرهان على صدق التوراة
وعلى اكتمال الزمان وعودة المسيح(").
من الطبيعي أن تلاقي هذه المقولة آذاناً صاغية واستدساناً لدى المجتمعات
الغريية المسيحية, التي أرادت أن تتخلص من أقلياتها اليهودية «فأشفقت» عليهم لما حل
بهم من ويلات ومآسي إبان العصور الغابرة. من محاكم التفتيش في اسبانياء في القرن
الخامس عشرء إلى البوغروم في روسيا إلى أفران الغاز في المانيا النازية.
ومما لا شك فيه أن قضية «العودة» هذه تستمد قوتها وفعاليتها من الوعد الالهي
«لشعب الله المختار» أو شعب يهوه المختارل("). وقد استمدت الحركة الصهيونية دعماً
وتأبيداً من هذه المقولة. وارتكزت عليها لمخاطبة اليهوب المتدينين وإقناعهم بالهجرة إلى
الآرض «الموعودة».
كما استفاد الصهاينة من هذا الشعور الدينى الكامن في صدور اليهود عبر الوعد
التوراتي» من جهة؛ أى من خلال معاناتهم في المجتمعات التي يعيشون بينها في اورويا
المسيحية. واستعملوا هذه المشاعر لتثييت ادعائهم, ليس لدى اليهود فحسب بل لدى
المسيحيين الاوروبيينء وذلك من خلال عملية الريط بين الدين اليهودي والدين المسيحي.
1
تاريخ
أغسطس ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39580 (2 views)