شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 78)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 78)
- المحتوى
-
4 الهولوكوست: تعتبر مقولة الهولوكوست من القواعد الأساسية التي اعتمد عليها
الإعلام الصهيوني لشرح وجهة نظره في ضرورة إقامة الدولة الصهيونية في فلسطين.
ولكنها لم تكن الحجة الوحيدة أو التبرير الوحيد لإقامة الدولة اليهودية. ولكن مقولة
الهولوكوست كانت بمثابة المفتاح الرئيسي للإعلام ٠ أي أأتها تمثل «الخط القاعدي». وتعتبر
السبب الرئيسي لتبرير إقامة: الدولة. إن الهولوكوست جاء ليطفى على كل الحجج ولم يعد
. هناك مبرر لإقناع الناس بضرورة إقامة الدولة اليهودية وخصوصاً بعد اوشفتس(5)
(معسكرات الاعتقال النازية لليهود في أورويا) وتعتير مقولة الهولوكوست بمثابة سوط
مسلط على رقاب الغرييين أيضاًء وذلك لتذكيرهم بالماضي الأليم لليهود.
وقد استطاع الإعلام الصهيوني أن يحافظ على مقولة الهولوكوست حية في ضمائر
الغربيين احتى لا ينسوا. إن يقول الفرد ليلينتال: وكما استغل هتلر اليهود. فإنه لمن
الغريب أن يستغل بعض اليهود هتلر في خدمة الدعاية الصهيونية. لقد حاولت الدغدية
الصهيونية أن تجعلنا نعيش وكأننا في حقبة ١9450 1514٠ أي فترة الحرب العالمية
الثانية» وهدف اللعبة كان ولا يزال إبقاء هتلر على قيد الحياة("). وذلك حتى لا تغيب
صورة المذابح النازية عن أذهان الناس. ومن أجل ذلك وكلما هدأت الأمور بين فترة
وأخرى كان الإعلام الصهيوني يطلق الإشاعات ويروجها عبر وسائله الإعلامية» بأن هتلر
لا يزال حياً يُرزق » أى أنه شوهد في أميركا اللاتينية» أو من خلال إغراق الأسواق بيكتب
عن النازية وعن هتلر.
وإذا ما غضب الاعلام الصهيوني على أحد من الزعماء. سواء كان من العرب
أى غيرهم, فإنه يسعى إلى تصويره أو يهاجمه, على أنه هتلر جديد. كما حدث مع الرئيس
الراحل جمال عبد الناصرء الذي قورن مراراً بهتلر وانّهم بأنه يعتزم ذبح اليهود. كما شبّه
الرئيس الليبي معمر القذافي على أنه هتلر وكما وصفوا الرئيس ياسر عرفات بأنه أحد
تلامذة هتلر. والهدف من ذلكء كما ذكرناء هو إبقاء اسطورة هتلر حية في أذهان الغربيين
لإستغلالها والاستفادة منها وكأن اسرائيل مهددة. ولا شك أن أسطورة الهولوكوست
هذه قد عُرْزت, عبر الخمس والثلاثين سنة الماضية, بشتى الوسائل | الإعلامية, سواء
والجلات العالمية.
ويخيل للمرء. أحياناً. أن اسرائيل تعيش في اوروباء ولا تعيش في الشرق الأوسط.
ولهذا فإنهم يخاطبون في توجههم الإعلامي الشعوب الاوروبية والغربية بشكل عام أكثر
مما يخاطبون به جيرانهم من شعوب الشرق الأوسط. والاعلام الصهيوني في نشاطه
الموجه إلى المستوطنين الصهاينة داخل دولة اسرائيل يخاطبهم على أن هتلر لا يزال
موجوداً. وأن الهولوكوست قد يعوب ثانية من خلال هتلر جديد. ومن أجل ذلك يجب أن
يكون اليهود في اسرائيل أداة طيعة بيد الدولة الصهيونية. وذلك بسبب الخطر الذي
يهددهم من هتلر مزعوم قادمء من العرب. وعزز الاعلام الصهيوني ذلك باسطورة
ما يسمى «بعقدة الماساد!» أى عقدة مسعدة. حيث يدّعون أن قله من اليهود المتعصبين - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22664 (3 views)