شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 79)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 79)
- المحتوى
-
قاوموا الرومان» ولم يستسلموا حتى دُبحوا جميعباً على يد الرومان في القرن الأول
الميلادي").
ومسعدة هذه هي قلعة قديمة وُجدت آثارها بجانب البحر الميت. وقد ريط الإعلام
الصهيوني عقدة مسعدة القديمة بعقدة الهولوكوست الحديثة للاستفادة منها وتسخيرها
في خدمة الأطماع الصهيونية في فلسطين. وتشيّه اسرائيل في الإعلام الصهيوني يبلد
محاصر مثل قلعة مسعدةء وأن اسرائيل علىاستعداد للانتحار ولن تستسلم للعرب الذين
تشبّههم الدعاية الصهيونية بالرومان الذين لديهم نوايا «إبادة اسرائيل» أو بالنازيين.
وأكيد طبعاً. أن لا علاقة للإنسان العربي بالهولوكوست الحديثء كما أنه لا علاقة
له بعقدة الماسادا القديمة. فالقديم حدث على يد الرومان وهم اوروبيون» والهولوكوست
الحديث حدث على يد النازيين وهم اوروبيون أيضاً. ويقف الانسان العربي والفلسطيني
حائراً أمام المنطق الصهيوني. فإذا كانت الصهيونية من نتاج اوروبيء والحركة اللاسامية
قد قامت في اوروباء والنازية أيضاً اوروبية» إذن فما شأن فلسطين في كل ذلك؟ وما شأن
الانسان العربي بمذابح هتلر؟ بالرغم من أنه لا بد من التذكير بأن الامة العربية والشعب
الفلسطيني لم ولن يقبلوا أو يوافقوا على مذابح النازية لأنها تتعارض مع المُثْل والمبادىء
الانسانية والقيم العربية. والامة العربية التى احتضنت اليهون الفارين من مذابح هتلر
وأفران الغاز لن توافق على قتل وذبح أي إنسان . بسبب لونه أو دينه أو عرقه, لآن ذلك
لم يعرفه التاريخ العربي منذ آلاف السنين وحتى أيامنا هذه.
والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن الإنسان العربي هو: لماذا يجب أن يدفع
الفلسطينيون والعرب ثمن مذابح التازية؟ ولماذا يجب أن يسدّدوا فواتير اورويا بدمهم
ووجودهم ومستقبلهم؟
وما من شك في أن الحركة الصهيونية تعرف ذلك جيداًء ولكنها لا تجاهر به
ولا تعترفء, وذلك حتى لا يفضحوا انفسهم آمام الغرب حليفهم. وحتى لا يعطوا
للفلسطينيين حقاً شرعياً بمزيد من المقاومة لاحتلالهم وتوسعهم واستطيانهم.
ولا بد من الإشارة إلى أن الحركة الصهيونية قد استغلت موضوع الهولوكوست:
واستتمزته لخدمة أهد افهاء بينما لم تستغله الشعوب الأخرىء علماً أن عدد الضحايا
الذين سقطوا إبان الحرب العالمية. قد وصل إلى حوالي ستين مليوناً. وأن معسكرات
الاعتقال النازية لم تقتل اليهود فقطء بل رُحّ فيها عناصر كثيرة من القوى التقدمية
والديمقراطية والقوى المعادية للفاشية هذا بالاضافة إلى القوى الشيوعية.
فلقد خسر الاتحاد السوفياتي في الحرب العلمية الثانية حوالي عشرين مليوناً من
البشر بين مدنيين وعسكريين. وخسرت بولندا حوالي ستة ملايين من بينهم حوالي ثلاثة
ملايين يهودي بولنديء: وخسرت المانيا حوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون. كما خسرت: من
أبنائهاء شعوب اخرىء مثل اليابان والصين ويوغوسلافيا وبريطانيا وايطاليا والولايات
المتحدة وغيرهه(*"). - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22664 (3 views)