شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 85)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 85)
المحتوى
الاجر السنوي, اضافة الى التأمين ضد الحوادث التي تقع في الطريق الى العمل" ,
والتأمين الصحي وحقوق التقاعد(") .
وقد اعتبرت مثل هذه الخطوات اغراءات ضرورية لتوجه العمال نحو مكاتب
الاستخدام التي تقوم بدورها بتزويد القطاعين العام والخاص بالاعداد التي تراها مناسبة
ومن منظور سياسي محدد. الا ان ارباب العمل في القطاع الخاصء والذين ينظرون الى
الامور من زاوية الربح المجرّدء يطالبون» باستمرارء بتزويدهم بمزيد من العمال» ويحتجون
على مكاتب الاستخدام لمماطلتها في تلبية متطلباتهم7) . ولذلك: فهم يتوجهون الى متعهدي
العمال لتأمين العدن المطلوب. ويهذه الطريقة؛ يتم لهم تحقيق أرباح مضاعفة؛ وذلك نتيجة
للتهرب من دفع الضرائب المستحقة, إضافة الى عدم التقيد بالأجور المعمول بها.
وقد نتج عن هذا الوضع موقفان تجاه العمل العربي. يعبر أحدهما عن الرؤيا
الايديولوجية للدولة الصهيونية: ويعكس الآخر النظرة الاقتصادية البحتة للقطاع الخاص.
وفي أيلول (سبتمير) سنة ‎١917”‏ طرحتء من جديدء للنقاشء في سكرتارية حزب
العملء مشكلة العمال العرب القادمين من المناطق المحتلة. وقد برزء خلال النقاش.
موقفان الأول منهما يؤيد الدمج الاقتصادي والآخر يعارض ذلك. وقد كان وزيرا العمل
والزراعة,» يوسف الموجي وحاييم جفني يعارضان زيادة قوة العمل العربية. وقد بررا
مغارضتهما بأن «عدد العمال العرب: [بلغ] الحد الاقصى المستحب»», وان أية زيادة سوف
«تهيء لغما موقوتا»' . وقد طالب الموجي بضرورة إنقاص عددهم., لما لذلك من أثر على
تغيير البنية الطبقية للمجتمع الاسرائيلي؛ حيث «لم يصل توزيع الاشغال بين السكان
اليهود في اسرائيل الى التوازن المطلوب. وان الانقسام المهني غير المتوازن بين اليهود
والعرب من المناطق» يزيد المشكلة تعقيدا وخطورة»!") ‎٠‏ فالعمل العربيء كما عبر عنه
جفنيء «يهدد صميم شبكة العلاقات الاجتماعية في اسرائيلء فالمجتمع اليهوديء نتيجة
لعلاقات الانتاج التي تربط اليهودي كرب عمل مع العربي كعاملء يصبح مجتمع اسياد,
وتنتفي بذلك الصفة اليهودبة للدولة. حيث تتشكل قاعدتها من العرب باعتبارهم الطبقة
المستقلة, ‎.)١١(‏
وقد أدركت القيادة الصهيونية اهمية خلق بنية اجتماعية متماسكة يقوم اليهود,
فيهاء بمهام الانتاج الاولية من اجل خلق طبقتي عمال وفلاحين. وجسدت ذلك بالتركيز
على بناء المصانع الكبيرة في المدن» وعلى توزيع المستوطنات لتغطي المناطق الصالحة
للزراعة في البلاد. ولذلك؛ فإن الموقف المعارض العمل العربي نابع من كون هذا العمل,
باعتقاد القيادة الصهيونية يبعد اليهود عن القطاعات المنتجة ويعيدهم الى قطاع
الخدمات. وقد عبرء عن ذلك. يتسحاق بن - آهارون:» السكرتير السابق للهستدروتء بقوله:
لقد خلقنا نوعا من طبقة افندية جديدة بالنسبة للعمال العرب. ان العمال اليهود يهجرون
العمل اليدوي ليحتله العرب»07) وقد عبرت كلمات بن - آهارون هذه عن القلق المشترك
للكثيرين على امكانية حدوث تغيير في بنية المجتمع الاسرائيلي نتيجة للتطورات التي يمر
بها منذ حرب سنة 19717. حيث طالب بجعل موضوع العمل العربي المقياس الحاسم
١4
تاريخ
أغسطس ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22664 (3 views)