شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 112)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 112)
- المحتوى
-
لم تغلق في. وجه هؤلاء العمال بشكل رسمي إلا في بداية الثلاثينات. وذلك مع تحول العمل
العبري إلى سياسة معتمدة من قبل المنظمات الصهيونية. فكان من نتائج ذلك نشوء
برجوازية تجارية وصناعية عربية تمسّحت بالاحتلال البريطاني» واندفعت للتعاون معه.
ولكن هذه البرجوازية تعرضت النافسة حقيقية من الرأسمالية اليهودية المتعاونة تعاوناً
أوثق» والمرتبطة موضوعياً بالاحتلال الانكليزي؛ الأمر الذي أدى إلى تراجع الرأسماليين
العرب ومنشآتهم وإلى إفلاس بعض هذه المنشآت(2"'). وفي المقابل, استفادت البرجوازية
اليهودية من ظروف التورط البريطاني في الحرب لتشجيع الانتاج الحربي الصناعي
الرامي إلى دعم القوات البريطانية في المستعمراتء فقفز الانتاج بشكل عام.
إلا أن هناك حقيقة هامة يجب ملاحظتهاء وهي أن التأثيرات التي أحدثها الاحتلال
البريطاني؛ وأدت. بالتالي» إلى ظهور الطبقة العاملة العربية واشتداد ساعدهاء كانت عبارة
عن نتائج جانبية غير متوخاة أصلاً من قبل الاحتلال. أما النتائج الحقيقية والمستهدفة,
فقد حدثت ياتجاهين أساسيين هما: مصلحة الاحتلال البريطانى وأهدافه الاستعمارية
الاقتصادية2.ء مصلحة الحركة الصهيونية ومخططاتها الاستيطانية. فمنذ البداية دأب
الاحتلال البريطاني على تثبيت سيطرته الاقتصادية. ومنذ البدايةء أيضاً. احتفظ
الرأسمال الاتكليزي لنفسه د: بنصيب الأسد في الاستثمارات في فلسطينء وكان يسيطر على
مواردها الأساسية. ولعل هذا الجانب يبرزء بشكل واضح. في حصول المستثمرين الانكليز
على اعتمادات دائمة لاستيراد حاجيات المجتمع الفلسطيني بالعملة الانكليزية!*'). وقد بيدأت
هذه الواردات تزداد وتتضخم على حساب الصادراتء مما أدى إلى استفادةالاحتلال
الانكليزي والرساميل العائدة لنه استفادة ذات اتجاهين: أولهما زيادة
الصادرات 'الانكليزية إلى فلسطين: وهذه كانت تعود أرياحها على المصدرين الانكليز في
بريطانيا وعلى المستثمرين والمستوردين الانكليز في فلسطين. وثانيهما زيادة الحصيلة
الجمركية للاحتلال البريطانيء هذه الحصيلة التي تطورت من 1,5 مليون ليرة فلسطينية
سنة ١1170 إلى ١,5 مليون ليرة سنة 0507970), أي إلى ما يساوي الضعف خلال
عشر سنواتء وعندما نعلم أن حصيلة الجمارك سنة ١17١ كانت ”7/57 من إيرادات
الحكومة وإنها ارتفعت سنة ١975 إلى .)0/5٠ ندرك مدى التأثير الذي أحدثه
الاحتلال البريطاني في ربط فلسطين به من الناحية الاقتصادية.
ومن جهة أخرى, فقد نفذ الاحتلال البريطاني المهمة التاريخية التي تعهد بها؛
وهي تثبيت دعائم الحركة الصهيونية. ليس سياسياً فقط بل اقتصادياً واجتماعياً أيضاً.
فمنذ بداية الاحتلالء ومع تعيين الصهيوني هربرت صموئيل مندوباً سامياً. بدأت
السياسة المنحازة لليهود والصهاينة تأخذ إتجاهاً صاعداً. فقد قدم هريرت صموئيل أكثر
من ٠٠١ ألف دونم من أراضي الدولة التي يستغلها العرب إلى المؤفسسات الصهيونية,
ونقل بموجب تشريعات جديدة ملكية "”" قرية من الحولة ومرج أبن عامر إلى الدولة» ومن
ثم فوضت إلى اليهود وأخرج سكانهاء وهم أكثر من 75 ألف نسمة. وحجزت أراضي
العرب الذين عجزوا عن تسديد الضرائب ومواشيهم2"'). وفي سنة 2١1977 قدمت السلطات
البريطانية قوضاً لليهود لإنشاء طريق ريشون رهفوت. وقد كان العملء في إنشاء هذا
1١ / - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)