شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 122)

غرض

عنوان

شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 122)

المحتوى

هؤلاء العمال من الاضطهاد المتعدد الجوانب؛ فالاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية
بخطرها على الوطن بكامله من جهة. وشظف العيش والاضطهاد الطبقي من جهة ثانية,
ومحاربة الحركة الصهيونيةء بمنظماتها المختلفة وعلى رأسها الهستدروت» من جهة ثالثة.
وقد كان لا بد لهذا كلّه من أن. يؤدي إلى تطور جديدء كان لا بد لهذه الظروف التي
سادت في فلسطينء منذ بداية العشرينات, وتفاقمت في نهايتها من أن تؤدي إلى النتيجة
الحتمية. وفي “تلك الفترة. أيضاً.ء كان لا بد لهؤلاء العمال من أن يكتشفوا الطريق
الحقيقي التي تؤدي إلى تحقيق مصالحهم الاقتصادية. ومما لا يخفى أن هذه الطريق
تتمثل بالانتظام في النقابات العمالية, فكان ذلك. وقد قام العمال العربء من خلال ذه هذه
المنظمات: بمجموعة من التحركات المطلبية والاضرابات المختلفة من أجل تحصيل حقو:
الاقتصادية.
تبلور التيارين الثوري والشوفيني بين
اليهود وأثره في ظهور الحركة العمالية العربية
مثلت التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والديمغرافية التى حصلت في المجتمع
الفلسطينيء بعد الاحتلال البريطاني وبسببه, مجموعة العوامل والظروف الموضوعية التي
ساعدت على ظهور الطبقة العاملة العربية. ولكن هذه العوامل لم تكن كافية وحدها لتعزيز
وجوب هذه الطبقة ودفعها للتعبير عن ذاتها من خلال منظماتها المختلفة, بل كان لا بد
لذلك من ظروف مساعدة لتسارع في ذلك. وقد لعب تبلور النشاط اليهوديء باتجاهاته
المختلفة دوراً مهماً في تحقيق ذلك, ففي سنة 1114 وفي شهر آذار (مارس) عقد المؤتمر
العام لجميع العمال اليهود العاملين في المدن والأرياف الفلسطينيةء وذلك من أجل تأسيس
اتحاد العمل (احدوت هعفود7/1*). ويمكن اعتبار انعقاد. هذا المؤتمر علامة بارزة في
نشاط الحركة العمالية اليهودية لأكثر من سبب؛ وأول هذه الأسباب يعود إلى أن هذا
المؤتمر كان الأول من نوعه باعتباره المحاولة الجدية الأولى في فلسطين الرامية لتجميع
المنظمات العمالية اليهودية وتوحيد نشاطاتها لتتمكن من تحقيق أهدافها بشكل أكثر
كفاءة؛ وثانيها ان هذا المؤتمر كان محاولة لتحويل المبادجء الصهيونية 'إلى مبادىء
رسمية لكافة المنظمات اليهودية التى كانت قائمة في حينة؛ وثالثها ان هذا المؤتمر جمع
كافة الأطراف السياسية المختلفة في المنظمات اليهودية التى كانت تعمل في الساحة
الفلسطينية حينذاك؛ ورابعها ان هذا المؤتمر كان الأول والأخير الذي يعقده مثل هذا
التجمع؛ حيث شهد هذا المؤتمر نفسهء ويعد تأسيس اتحاد العملء التمايز الهام الذي
أدى إلى خروج التيار اليساري اليهودي واستقلاله في العمل ورفضه الاستمرار في العمل
مع التيار الصهيوني المتطرف. وكان هذا الموقفء من قبل التيار اليساريء محاولة منه
للتوفيق بين تطلعاته الأممية ومبادىء الصهيونية البروليتارية التي كان لا يزال يعيش
تحت أوهامها. وقد كانت هذه الخطوة من أهم الأحداث التي أدتء في المستقبلء إلى دفع
العمال العرب وتحريضهم للانضمام إلى العمل النقابي والمساهمة فيه بطرق مختلفة من
قبل هذا التيار. كما كان المؤتمرء بحد ذاته, حدثاً هاماً في تاريخ الشعب العربي
الفاسطيني والحركة الصهيونية وذلك بسبب كونه, كما ذكرء بداية للعمل الصهيوني
١ ‏/ا‎

هو جزء من

شؤون فلسطينية : عدد 117

تاريخ

أغسطس ١٩٨١

المنشئ

منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث

مجموعات العناصر

Generated Pages Set

Periodicals دوريّات