شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 125)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 125)
- المحتوى
-
ولعله من المهم الاشارة. في مجال الحديث عن دور التيار الثوري اليهودي في ظهور
الحركة العمالية العربية وتطورهاء إلى عدد من الملاحظات الهامة. وأول هذه الملاحظات ان
هذا الموقف من جانب هذا الحزب كان ينسجم مع موقف الأممية الشيوعية (الكومنترن)
التي كانت تتابع» بشكل دقيق» مجريات الأمور وتطوراتها في فلسطين في تلك الفترة» وكان
الكومنترن يآخذ موقفاً واضحاً وصريحاً في قضية الموقف من العمال والجماهير العربية.
وفي أكثر من مناسبة. أعلن الكومنترن عن مواققه تلك: بل انه حدد موقفه من التنظيمات
الاشتراكية المختلفة على ضوء موقفها من تلك القضية ومن الموقف من الصهيونية
أيضاً(0".
ومن الناحية الثانية» فقد انسجم هذا الموقف مع موقف المنظمة النقابية .العالمية
التي تشكلت سنة ١”47١؛ وهي الأممية النقابية الحمراء التي وجهت في ٠١ شباط
(فبراير) سنة ١574 نداء إلى العمال العرب جاء فيه: «أيها العمال العرب... ان الأممية
النقابية الحمراء التي تضم في ضفوفها ١١ مليون عامل ثوري من مختلف القوميات والتي
تخوض نضالاً حاسماً ضد الاستغلال الرأسماليء وتدعم كل حركة ثورية معادية
للاضطهاد القوميء تتوجه إليكم بهذا النداء. وتدعوكم للنضال في سبيل تحرركمء يا عمال
فلسطين العرب. ان للأممية النقابية الحمراء أتضاراً في بلدكم فلسطين, إنهم مناضلو
الكتلة العمالية داخل الهستدروت, يناضلون منذ وقت طويل ليس في سبيل المصلحة
القومية اليهودية, وإنما في سبيل المصالح الطبقية في سبيل مصالح العمال اليهود
والعرب. ان الكتلة العمالية تسعى لإقامة تحالف بينكم وبين العمال الثوريين اليهودء
بهدف. النضال على جبهة واحدة ضد المستعمرين والمستوطنين الأغنياء... أيها العمال
العرب عليكم أن تجابهوا تحالف رأس الال الانجليزي - الصهيوني مع الشيوخ
والأفندية العرب بالتضامن الكفاحي لجميع العمال الثوريين في فلسطين....(08.
إضافة لذلك: يبدو من الضروري الاشارة إلى أن دور التيار الثوري اليهودي بين
العمال العرب وتجاه الطبقة العاملة العربية لم يحقق نتائج مباشرة: ولم يؤْد الغرض
المطلوب حتى سسنة ,١574 ما عدا النشاط الذي تم في نقاية عمال سكك الحديد
(الترانسبورت)؛ وقد بقي نشاط التيار الثوري اليهودي ذو دلالات إيجابية هامة, وذلك في
مجال تأكيد الخط السياسي العمالي الصحيح والتوجهات الطبقية ولكن دون أن يساهم
بتحقيق إنجازات حقيقية على الصعيد العمليء إلا أنه كان من الواضح أن نتائج هذا
النشاط بدأت تظهر وتتكثف مع بداية نجاح الحزب في جذب العمال العرب والجماهير
العربية إلى صفوفه؛ حيث برزت: من خلال هذه الصفوف, القيادات العمالية العربية
الثورية التي لعبت دوراً قيادياً في الحركة العمالية العربية بعد ذلك, مثل محمد علي قليلات
وكامل عودة وابراهيم العمري ورضوان الحلو. ٠
ومن الناحية الثالثة. تجدر ملاحظة الأساليب التكتيكية والعملية عالية المستوى
التي لجا إليها الحزب الشيوعي في تلك الفترةء وذلك ليتمكن من تحقيق أهدافه والوصول
إلى الغمال والجماهير العربية, وبشكل خاصء قدرته على التوصل إلى التعبير عن مواقفه
من خلال مجلة حيفاء والنجاخ الكبير الذي حققه بعد ذلك بتشكيله لمنظمة الوحدة
1١6. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6704 (5 views)