شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 146)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 146)
- المحتوى
-
وإضافة إلى مجموع هذه التوجهات التي تعكس صميمية الموقف الصهيوني من
هذا الحق الفلسطيني الطبيعي والعادل في التكاثر بما يتلاءم وضرورات التقدم والتطور في
منطقة الشرق الأوسطء ويما ينسجم وإعلان كولومبوء فان السلطات كانت قد اقدمت على
تشريع مجموعة من القوانين والأنظمة ذات العلاقة المباشرة بالتكاثر السكاني, تخدم
موقفهاء وتتحدى بشكل سافر روحية تقاليد الأغلبية العظمى من الفلسطينيين في اسرائيل:
كقانون «الزواج الأحادي». الذي يحظر على الفلسطيني المسلم * الزواج من أكثر من
امرأة, في آن واحد. ومع ان العقيدة الدينية الاسلامية تجيز له أكثر من ذلك, غير أن
نسبة قليلة جدأ من الفلسطينيين تنحصر في الفئة الاجتماعية المتخلفة. تقبل بتعدد
الزوجات, إلا ان صدور ذلك القانون كان يعنى استفزازاً لأحاسيس تلك الأغلبية من
الفلسطينيين ومشاعرهاء وذلك بسبب ما ينطوي عليه من أغراض لا انسانية, أساسها
كبح امكانيات التكاثر الطبيعى للفلسطينيين.
ولما كان هذا القانون يستند إلى فرضية خاطئة. تعتمد تعدد الزوجات لدى
الفلسطيني كعامل رئيسي في زيادة عدد السكانء فان النتائج التى توصلت إليها السلطات
من فرضه كانت بعكس ما توخته. ولم تؤثر على المعدل العام لنسبة التكاثر الطبيعية
للفلسطينيين؛ الأمر الذي أجير أولتك المشرعين على الاعتراف بأن نسبة تلك الزيادة لم
تتأثر. وقفزاً على الحقيقة كلمعتاد. عزوا ذلك لأسياب أخرى لخصها دوف بن ماثير في
كتايه: أزمة في المجتمع الاسرائيليء بقوله: «... وقد أدى قانون الزواج الأحادي إلى تقليل
معدل عدد الأطفال لدى العائلة. إلا أنه لم يقلل من مجمل عدد الولادات. فقد أدى
مستوى المعيشة المتحسن إلى تخفيض معدل سن الزواج لدى الرجل العربي: لتمكنه من
دفع مهر العروس في سن مبكرء كما ان المستوى العام الصحي المتحسن يتيح زيادة عدد
الولادات من المرأة الواحدق59).
وكانت السلطات قد أصدرتء. بناء على عدد من توصيات ايديولوجيى الحركة
الصهيونية. جملة من التوجهات الديمغرافية. تسهم, إلى جانب الالحاح المتواصل على
ضرورة الهجرة إلى اسرائيل من الخارجء بتسوية ية الأغرات الديمغرافية في متطلبات إنجاز
الصياغة المجتمعية في الكيان الصهيونيء وتضمن تنامياً مضطرداً في عدد السكان حتى
لو تناقصت أعداد المهاجرين: ولم تنتظم من حيث حدها الأدنى العددي في كل سنة. وعلى
هدى تلك التوجهاتء ذكر حبيب قهوجيء في كتابه: العرب في ظل الاحتلال الاسرائيلي» ان
بن غوريون كان قد أصدر قراراً يقضي بمنح كل ام تلد عشرة اولاد جائزة نقدية من
الدولة... ولما تبين» بعد فترةء أنه لن يستفيد من هذه الجائزة سوى الأمهات العربيات,
وان نتيجة هذا القرار هي تقيض هدفه بالكاملء وفي محاولة لمنع الامهات العربيات من
*# ضرورة الخصوصية و«التمييز اقتضت استخدام' هذه المفردة ومشتقاتها الدينية, كما ان
ضرورة التمييز نفسها أجبرتني على استخدام مفردات مثل يهودء يهوديء اليهودء اليهودية... الخ,
وهذه الكلمات ومثيلاتها ذات المعنى المتداول دينياً في الوسط العام لا تعثى بالنسبة لي سوى مفردات
تمييزء انا آسف لاستعمالها مكرهاً. لذلك اقتضي التنويه.
١/١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)