شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 160)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 160)
- المحتوى
-
مأساته تعرفه على بوب حدادء وهى كاتب مسرحي اميركي من أصل عربيء عرفه على
عالم جديد من حياة الليل في نيويورك بعيداً عن الدوائر العربية» الأمر الذي أفسد حياته
تماماً؛ وجعله متعباً لزملائه وأصدقائه. وقد ذكر لي حبيب قهوجي في احدى مقابلاتي معه
في دمشق انه رتب له مع بعض معارفه من الأطباء العرب في أميركا إجراء عملية تنقية
دم من آثار المشروبات» وقد قضى أشهر الشتاء في مركز علاج في فلوريداء حيث غادره
إنساناً جديداً. وفي طريق عودته إلى نيويورك عرج على كولومبيا ليرى (/43/2) التي كانت
تحضر للدراسات العليا في جامعة اوهايوء وكانت المواجهة بينهما مؤلمة(). وعاد إلى
نيويورك ليستمر في عمله مراسلاً لوكالة (وفا) في الأمم المتحدة. ولكنء من المحزن» ان
راشداًسرعان ما عاد إلى الإغراق في الشرب... وعاد سيرته الأولى.
وفي هذه الأثناء كان قد صدر ديوانه الثالث «أنا الأرض لا تحرميني المطر». وقد
نظم قصائده وقدم لها الشاعر عزالدين المناصرة. وطبع في بيروت باسم الاتحاد. العام
للكتاب والصحفيين الفلسطينيين سنة .١19735 وبعد أشهر من العام نفسه أعيد طبعه مرة
ثانية في واشنطن تحت إشراف دار فلسطين الحرة؛ ثم طبع مرة ثالثة في القدس.
وكان إحساس رائد بمأساة حياته قد تعمق في نفسه إلى حد عظيم عبر عنه في قوله
لفوزي الأسمر في احدىٍ اللياليء ٠ وعلى طريق بيته: «أشعر انني أشبه شجرة اجتثت من
تربتها الطبيعية, وانها تتنفس هواء غريباً. وتسقى ماء نجساً.. أحس ان كل شيء قد
انتهى ولو سمح لي أن أعود إلى الوطن الآنء لما ترددت لحظة واحدق,!؟*). .
وف مساء يوم الثلاثاء أول شباط (فبراير) /ا191: ويعيد الساعة التاسعة مساءء وجد
راشد ميتاً على أرض غرفته في بيته الكائن في رقم رضن الشارع السادس والأربعين من
شرقي جزيرة مانهاتن - نيويورك؛ وذكر أن حريقاً دب في فراشه بسبب لفافة تبغ» وانه
مات مختنقاً بالدخان. وذكر لي أحد أصدقائه في اميركاء ويعمل حالياً في جامعة اليرموك,
ان حقيقة موته غامضة: إذ ان الحريق المشار اليه لم يكن يتعدى رقعة صغيرة من قماش
فراشهء. وان السلطات منعت تشريح جثته. وهكذا انتهت حياة راشد المأسوية دون أن
تعرف أسباب وفاته الحقيقية. وبعد اتصالات كثيرة تم ترتيب نقل جثمانه إلى مسقط
رأسه. ووصل جثمانه صباح يوم الاثنين 7شباط (فبراير)» وتم دفنه. على احدى روابي
قريته المغمورة بحضور حشود غفيرة من العرب في الأرض المحتلة. وذكر «أن لجنة إحياء
تراث راشد حسين تسعى لتغيير اسم قرية المرحوم راشد وهي قرية "مصمص ' إلى
' الراشدية ' تخليداً لذكراه»(*؟).
وليس أدل من هذه الكلمات البسيطة في رثائه:
صديقيٍ العزيز:
يا عائدا بالحبء والوفاء. والكنوز
قضاوّنا الموعود
...يا حسرتي
نموت كي تعود!' *).
إن أسهل ما في راشد حسين نفسه البسيطة السمحة. فقد نما فيه الطفل القروي
1١18ه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)