شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 162)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 162)
- المحتوى
-
وربما كان راشد مختلفاً عن شعراء المقاومة الآخرين في ناحية أخرى قد يكون لها قيمتها.
فهو يأتي متفرداً برأسه بينهم من حيث تمثيله الجيل المتوسط بين جيل شعراء المقاومة
الروادء من أمثال حنا أبي حنا وتوفيق زياد وحبيب قهوجيء وبين جيل شعراء المقاومة
الشباب في ذلك الوقتء. من أمثال سميح القاسم ومحمود درويش وسالم جبران وغيرهم.
فالأولون كانت قد تفتحت أزهار شبابهم مع النكبة فوعوا ما حدثء والآخرون كانت هذه
الأزهار منهم تتفتح في أواخر الخمسينات ومطلع الستينات» وقد طعم عرب الأرض المحتلة
مرارة الحكم الصهيوني وخبروا أساليب المجابهة معه. فسقط من الأدباء والشعراء من:
سقط في شراك السلطة: وثبت من ثبت منهم ضدها. أما راشدء فقد تفتحت أزهار وعيه في
فترة متوسطة بين المرحلتين في مطالع الخمسينات وأواسطهاء مع بداية تململ الشخصية
العربية الفلسطينية وخروجها من مرحلة البيات التي فرضت عليها بضع سنين في أعقاب
النكبة. هذاء ودون أن يجد راشد حماية حزب أو جهة منظمة يفيء إلى قوتها من عداء
السلطة. ومن هنا لحق بحياته في هذه الظروف شيء من الخلل والاضطراب لم يحمه من
إفسادهما إلا نفسة الريفية ببساطتها ونقائها واخلاصهاء فما تعقدت وما خربتء وظلت
هادية ومرشدةء وبحساسيتها استحالت حياته. في كل هذه الظروفء إلى مأساة حقيقية
حتى من قبل أن يرحل عن أرض الوطن. وبالدور المزدوج الذي قام به راشد من خلال
علاقته الأساسية التي ارتضاها مع الجماهير والحركة الوطنية وشعراء المقاومة؛ وعلاقته
التي فرضت عليه, ووجد نفسه يمارسها مع بعض الجهات الاسرائيلية» وإن لم يبلغ فيها
مبلغ الشغراء الذين تعاونوا في كل شيء مع السلطات الصهيؤنية وعاشوا مغمورين بين
العربء فإنه لم يشتهر اشتهار الشعراء الأولين» ولم ينغمر انغمار الشعراء الآخرين. وجاء
موته في الغربة, وبالطريقة التي مات بهاء بالإضافة إلى ما كان له من سمعة سابقة. وما
أداه من خدمات للقضية في اميركاء ليكشف عن بعض جوانب دوره ومكانته في الحركة
الوطنية والشعرية الفلسطينية. وليرفعه إلى مصاف شعراء المقاؤمة من خلال كثير من
قصائده ومواقفه.
كان راشد قد أمضى أكثر من ست سنوات في اميركا عندما قام برحلته إلى بعض
البلاد العربية. . وقدم إلى القاهرة في شباط (فبراير) 2١197” ولم يكن يسمع به إلا القليلون
من أدباء اليلاد العربية حتى ذلك الوقت. ريبما كان معروفاً في بعض الأوساط العربية في
أميركاء وكانت له مكانته بين عرب الأرض المحتلة منذ عام 1558.ء ولكننا في العالم
العربي لم نكن نعرف عنه الا القليل من خلال بعض الإشارات التي أوردها عنه المرحوم
غسان كنفاني في كتابيه(”*) عن أدب المقاومة في الأرض المحتلة, ومن خلال ما ورد من
إشارات قليلة إليه في كتاب صبري جريس (العرب في اسرائيل)؛ ثم من خلال ما نشر من.
شعره (ديوان الوطن المحتل) الذي جمع قصائده وقدم لها يوسف الخطيبء» ونشره
عام .١5174 ولم يكن ديواناه اللذان أصدرهما في الأرض المحتلة منذ وقت مبكر (مع
الفجر: /ا1 2,١95 وصواريخ110/8١) معروفين في خارج الأرض ال محتلة» في الوقت الذي كان
فيه توفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم. يظللون على من عداهم من شعراء
فلسطين المحتلة. وكان شعرهم ينشر ويعاد طبعه في البلاد العربية. وعندما لقيته في
١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6706 (5 views)