شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 167)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 167)
- المحتوى
-
تعقدت. فقد حافظ على الانشغال بهموم قضيته. فظل مشغول البال بهاء كثير التفكير
هنا فقد اتسمت بالسماحة والكرم, 20 وحلاوة العشر لانه. تحب الناس جميعا
بأخبار كرمه وقد ايان للكثيرين على الرغم. من استد انته ؛ لإقامة الحفلات: وحتى لدفع أجرة
البيت ف بعض الأحيان» كأنه يطبق في ذلك حكمة القائل" «الكفن ما له جيوب».
| وينسجم مع روح هذه الشخصية خصلة ثالثة يمكن ان تعد طبعاً فيه أعني بذلك
روحاً من الفوضى وعدم التنظيم تحكم حياة الرجل وتسيطر عليه. ويكفي أن نستمع إلى
ما كتبته زوجه (أن) عما تتصوره من حال غرفته عند موته,. كى نعرف الانطباع الذي
تعكسه زوجه من خلال معاشرتها له. ومعرفتها الدقيقة لهذا الطبع فيه تقول «أوراق
محترقة ربما كانت تشوش غرفته. ملاحظات: جملة أو جملتان» شعر مكتوب على علب
السجائرء جرائد (كان عددها يزداد لتصبح مرجعاً في المستقبل). كل هذا احترق. وذهب
كما ذهب هو نفسه2("). ويبدو أن أثر هذه الخصلة فيه لم يكن يتعدى حدود حياته
الشخصية:ء على عكس ما كان يتوقع منه بعض الناس وبعض عارفيه. فهذا النمط من
الشخصية يغلب عليه أن يبدو للكثيرين: من خلال ظاهرهاء شخصية لا مبالية وغير
متماسكة, ولذلك لا يتوقع لها الانضباط في الإحساس بالواجب وتحمل المسؤولية. وكان
راشد استثناء في ذلكء فجاء رداً بليغاً على مثل هذه التقديراتء حيث أثبت قدرة فائقة
على الإحساس بالواجبء وكفاية عالية في تحمل المسؤولية, فمثل في حياته العامة الخبرة
الفلسطينية, “وفي عمله السياسي الكفاية والاقتدار(؛")., فكان قوة إعلامية انفجرت في سماء
نيويورك, فملاً بشخصيته أجواء اميركاء وكان اسمه يتصدر دائماً قوائم الأسماء في كل
المحاضرات والمجالس المتعلقة بالقضية الفلسطينية("").
ويبدو لي أن صمام الامان الذي حفظ لشخصية راشد تماسكهاء وحماها من
التفتت. يتمثل في حساسية الشاعر وبساطة نفسه وإخلاصه. ويهذه الخصال حمى
شخصيته من أي غرور زائف يمكن ان. يطفو بصاحبه على شير من الماء. فظل فيه وداعة
كبار المفكرين» وان لم يكن منهم. وبساطة عظماء الرجال» وان لم يحسب في عدادهم.
والوداعة والبساطة سير إنسانية الانسان الذي يجعله حبيباً إلى قلوب الناس فتهوي اليه.
وهكذا ظل راشد أدنى إلى الواقع, وأقرب إلى فهم حقيقته حتى انه لم يخسر صديقاً
قطل'"). وبصدقه وبساطة نفسه يمكننا إذن أن نفسر كيف ان إقباله الجنوني على الحياة
من خلال الإفراط في بعض متعهاء والإسراف في فوضى حياته الشخصية؛ لم يستطعا أن
يفتتا شخصيته أو ان يفسدا جوهرهاء حتى لنستطيع أن. نعد إسرافه في الكرم مثل
لدلدلا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10397 (4 views)