شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 175)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 175)
المحتوى
شكلت زيارة السادات للقدس المدتلة, في أواخر عام 2,147 وما ترتب عليها من نتائج وآثا نقطة
انعطاف حاسمة في تاريخ شعب مصرء وككل الأحداث «التاريخية!»؛ كان لها انعكاساتها المباشرة على مسار
الحركة السياسية: والفكرية. والاجتماعية, والاقتصادية في البلادء وفي مواجهة هذه «الذروة» في الفعل
الساداتيء المرتبط بالسياسات والمصالح الامبريالية (الاميركية أساساً) والصهيونية.. تحددت مواقف القوى
والاتجاهات السياسية المؤيدة» والمعارضة, والوسطية. وكان المثقفون المصريونء كهادتهم,. من بين الفتات
الأكثر حخساسية للخطوة الجديدة» وتاأثراً بها من حيث السلب والايجاب. لقد ساعد هذا الحدث البالغ
الأفمية (الزيارة وملحقاتها) على دفع عمليه «الاستقطاب» في صفوف مثقفي مصر خطوات حاسمة للأمام؛
الآأمر الذي طور أساليب وأشكال الصراع بينهم' وبين النظام وأجهزته» إلى مستوى غير مسبوق طوال
السنوات المتوترة التي كانت قد انقضت من يوم أ ن استولى السادات على السلطة منفرداً؛ بانقلاب ‎١5‏ أيار
(مايو) ‎.1417١‏ فمنن ذلك الزمن» كانت المعسكرات آخذة في التبلورء والتخوم بين الصفوف الوطنية
والمتخاذلة بادئة في التحديد... ومع كل يوم يمرء كانت ملامح السلطة الطبقية الجديدة تتضح أكثر فأكثر,
وهو ما كان يعني المزيد من مسببات الفصل بين المعسكرينء نظراً لتباعد المصالح والطبقات والفئات المعبر
عنها.
على هذه الخلفية: كان بوسع المراقب لمواقف المثقفين المصرين بعد الزيارةء أن يلحظ ذلك الانقسام
البيّن في مواقعهم, وأساساً. إلى قسمين كبيرين.
الأول هو القسم الموالي للنظامء المرتبط باستمراريته. والمستفيد من نتائخ خططه السياسية
والاقتصادية, وبالذات من انتهاجه لسياسة الانفتاح الاقتصادي في الداخلء والارتباط باميركا والغرب
والكيان الصهيوني في السياسة الخارجية2. وقد انيزى هذا الجناح بقوة لشد أزر السادات وأركانه في
معركتهم من أجل تحرير اتفاق الصلح الساداتي الصهيوني بكافة التزاماته. وركز هذا الجناح'كل قواه
من أجل تقديم المبررات السياسية والاقتصادية والفكرية والتاريخية لطي صفحة الصراع مع «اسرائيل»,
وبدء عهد «الأخوة» و«السلام». ومن أجل بناء الأساس المادي لانتصار فكرة «التطبيع» المصري ب
الصهيوني» وقد تمثل هذا القسم بصورة رئيسية في قطاع من البيروقراطية المكتبية. وشرائح من
التكنوقراطيين المرتيطين بالسياسات الاقتصادية الجديدة, وعدد من الكتّاب والضحافيين اليمينيين (كان
يعضهم قد تعرض لأنواع شتى من الادانات في المراحل الوطنية المنصرمة)» وفي قيادات بعض الثقابات
المهنية» كنقابة المهندسين التي استولى على رئاستها الرأسمالي الكبير وصهر الساداتء عثمان أحمد عثمان»
وكذلك ضم هذا القسم العديد من الرموز السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتساقطة: وبعضهم كان ذا
حظوة في المرحلة السابقة.
تاريخ
أغسطس ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7280 (4 views)