شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 176)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 176)
- المحتوى
-
بينما تجمع حول موقف رفض الزيارة وما تبعها من نتائج وبخاصة اتفاقية كامب ديفيدء القسم الآخر
من المثقفين. المصريينء الذين مثلوا الجناح الوطني منهم, وهم «جبهة» متنوعة, مختلفة الاتجاهات. والمنابع.
الأيديولوجية والانتماء السياسي؛ وقد تحصن هؤلاء في بعض النقابات الوطنية. ذات “التراث الديمقراطي
والوطني التاريخي الأصيلء, كنقابة المحامين: ونقابة الصحافيين: وبعض النقابات العمالية: كما انتشروا 5
قواعد نقابات أخرى. كلمهندسين, وفي الجامعات. بين الطلاب وأعضاء هيئّة التدريس, كما شكلت نسبة
هامة من الفنانين والأدباء والمفكريين, وبالذات الشبابء زخماً قوياً في هذا الاتجاه.
ويين الاتجاهين الرئيسيين اللذين تمحورت حولهما مواقف الأغلبية من المثقفين المصرينء» تراوحت
مواقع آخرينء في انتظار «اتضاح معالم الصورة!»: وهو ما كان يعني غلبة رؤية فريق على رؤية الفريق الآخر.
ومن الملاحظ أن اتجاه «البين بين» ذلك, قد أخذ في الفترة الأخيرة يحسم موقفه؛ باتجاه التحولء خطوة
خطوة: نحو مواقع صفوف المعارضة الوطنية. ويرجع تبدل المواقف هناء إلى الانكشاف الفاضح لأبعاد الصلح
الساداتي الصهيوني ومضامينه من جهةء وإلى تمزق رداء «السلام» المزيف. الذي حاولت «اسرائيل»
خداع الرأي العام المصري بارتدائه, ولتبدي العجز الكامل» حتى الآن, لاتفاقية كامب ديفيدء عن جر أي
طرف عربي آخر إلى معسكرهاء ولموقف الرفض الذي جويهت به هذه الاتفاقية في الداخل وفي الخارج؛ من
جهة أخرى.
صراع مستمر
إذا كان أولئك المثقفون الذين انضموا إلى «جوقة» الساداتء وأعلنوا تأييدهم الصريح لنهجه
السياسي: وقدموا خدماتهم لنظامه, قد انفتحت أمامهم كل سبل التقدم وتكوين الثروات, ومنحوا فرصة
استخدام كل أبواب النشر والتعبير عن الرأي» وقُدمت لهم كل التسهيلات اللازمة لإبلاغ «رسالتهم» واعلان
«مواقفهم» المتفقة مع مواقف النظامء فلقد خُرم القسم الوطني من مثقفي مصر حرماناً كاملا من كافة
الحقوق الانسانية والسياسية المعترف بهاء عقاباً لهم على رفضهم المعلن: والواضح. لما تم.
ولم يكن حرمانهم هذاء في واقع الأمرء بجديد على الواقع: المصريء فقد كانت المعركة بين النظامء
وبين الجناح الوطني من المثقفين المصريين قد مرت.. سابقاء بأزمات حادة مستمرة؛ فمنذ تولى السادات
الحكم: اتخذ مجموعة من الاجراءات في مواجهتهمء وبغية حصارهم وحصار قدرتهم على الفعل المعارض»
بدأ بتصفية كل منابر الثقافة الوطنية (اليسارية)» كالطليعة؛ والكاتب» وروز اليوسف... الخ» وفيما بعدء
أغلقت جريدة «الأهالي». جريدة حزب التجمع الوطني. كما أعاد تنظيم الصحافة والاذاعة والتلفزيون وجهاز
السينما لاستبعاد كل من يُشتبه في ولائه» وأحال العشرات من العاملين في هذه الجهات إلى وظائف ادارية
بيروقراطية؛ بعيدة كل البعد عن مواقعهم الفكرية والثقافية. واضافة لذلك اعتقل المكات منهم أكثر من مرةء
وقدم العشرات إلى محاكم أمن الدولة, والمحاكم العسكرية؛ وحارب الكثيرين في أرزاقهم: مما أجبرهم على
الهجرة الداخلية (بالصمت). أ خارج البلاد. وحينما تصاعدت المعزكة بين المثقفين الوطنيين
الديمقراطيين وبين نظام الساداتء استغل النظام كل الأساليب الديماغوجية المعروفة لعزلهم عن الشعبء
ولتشوية مواقفهم (الوطنية خاصة)» متهماً اياهم بالخيانة والعمالة... الخ؛ غير أن هذا كله لم يَقْت في عضد
المثقفين الوطنيين . الديمقراطيين في مصر. الذين أصروا إصراراً عظيماً على الاستمرار في حمل
مسؤولياتهم» والقيام بواجبهم التاريخيء مهما كان الثمن.
كانت المشكلة الأساسية التي واجهت المثقفين الديمقراطيين في مصرء هي كيفية توصيل وجهات
نظرهم. إلى المواطن المصري العادي (رجل الشارع) الذي تحاصره وسائل الاعلام الرسمية بزيقها
وتضليلها من كل جانب, وفي ظروف سيطرة السلطة وتوابعها على كل الصحف الحكومية (المسماة بالقومية!)
والمجلات وسائر المطبوعات, وكذلك أجهزة الاذاعة والتلفزيون, والسينما وياقي وسائل الاتصال والتوجيه...
التي لم تقتح أبوابها (جميعاً) إلا لأولئك الذين جندوا كل امكاناتهم لخدمة أهداف النظام وتبرير سياساته؛
وقد استطاع الصوت الوطني للمثقفين المصريينء في بحثه الدؤوب عن مخُرج من حالة الحصار المستمرة
الم - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6715 (5 views)