شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 194)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 194)
- المحتوى
-
يرفض الآخرين لأنه صاحب «رسالة؛ روحية... انه ممين. ويدعو المؤلف الاسرائيليين إلى قبول «اختلافهم»
و«تميزهم» عن الآخرين. وعلى الاسرائيلي أن ينظر إلى هذا الاختلاف على أنه ميزة إيجابية طبيعية. فهو
يختلف فعلا عن الآخرين: انه صاحب «رسالة مقدسة» فرضت عليه. ويلجأ المؤلف في محاولة إثبات
استنتاجه هذاء إلى الاستشهاد بمقاطع من التوراة وبأقوال الذين يسميهم بالفلاسفة الصهاينة والآباء
الروحيين للصهيونية
ولكن ما هو.مضمؤن هذه «الرسالة المقدسة»؟ يقول المؤلف: أن الأسطورة اليهودية تقول: ان الله
فعال وأن الانسان موضع امتحان. وفي إطار هذه «الدراما الكونية» يلعب الاسرائيلي دور المبشر الذي
اصطفاه الرب ليكون شاهد هدف الخلق ومبرره. فإسرائيل هي مملكة القديسين وهي أمة مقدسة. ولأن هذا
الدور عظيم فإن اليهودي سوف يتعرض للآلام التي يتعرض لها الخالق. والرسول. ويرى المؤلف أن ملايين
اليهود حاولوا' التهرب من قدرهم الذي اصطفاهم لأداء الرسالة, إلا أن قدرهم هذا ظل يلاحقهم: قلا مهرب
منه. ويدلل على ذلك بمحاولات «إبادة اليهود», وبحرب حزيران (يونيو) ١577 وحرب تشرين الأول
(اكتوبر) 1977. ويرى المؤلف أن نزع البعد الديني من الصهيونية يقضي عليها. ثم هو يتهم المفكرين
المعاصرين بعدم فهم «الأسطورة اليهودية». ويزعم أنها تختلف عن الأساطير الأخرى لأنها تعبر عن وحدة
السماء بالارض وعن إنجاز «حلم الله على أرض الواقع». ويعتبر حرب حزيران 1917 دليلاً على أصالة هذه
الاسطورة وعلى أن «الرسالة المقدسة» تلاحق اليهودي أينما حاول الهرب منها.
وهكذا يستطيع القارىء أن يكتشفٍ وبسهولة أنه يطالع أفكار كاتب مغرق في الغيبية وفي التفسيرات
الأسطورية. ولعل أهمية الكتاب .تكمن في أنه يمثل وثيقة تكشف عن نزعة صهيونية متعصبة وغيبية» وهو
من جهة أخرى مليء «بالاعترافات» التي يوردها المؤلف ليوظفها في سبيل الدعوة إلى التشديد على الجانب
الزوحي للعقيدة الصهيونية. فهو يعترف بأن الصهيونية حركة قائّمة على التناقضء كما يعترف. أيضاً؛ بأن
الجيل الجديد يعيش مشكلة الشك في الهوية» ويعاني من حرج .في احترام الذات: ومن مشكلة إضاعة
(المبزر) الذي كان يتمتع به الجيل الذي أقام دولة اسزائيل, ويضيف بأن الاسرائيلي الذي كان ينظر اليه
العالم» بالأمسء على أنه مناضل في سبيل الحرية؛ حل محله اليوم المناضل الفلسطينيء ثم هو يعترف يفساد
من يسميهم «أصحاب الامتيازات» في اسرائيل» ويشير إلى أن عيد الاستقلال لم يعد يعني بالنسبة للجيل
الجديد سوى دولة وعلم ونشيد؛ كذلك فإنه يشدد على خيبة أمل المهاجرين الجدد بكل ذلك.
وحين يقدم لنا المؤلف من يسميهم بالفلاسفة وأصحاب الرؤى اليهود فإنه يفعل ذلك بكثير من
التعسف. فإذا بالقارىء يطالع أن «موسى هيس» هو من آباء الثورة الشيوعية والثورة اليهودية. واذا
بماركس وانجلز متأثرين به. رغم وصفهما ل «هيس» بالخيالية. ويكشف حديث المؤلف, عن هيس وتشبيهه
بالنبي موسى ووصفه بأنه من الكاشفين عن الجانب الروحي والبعد الرسولي للحركة الصهيونية» عن تناقض
قاتل يحكم طروحات هذا الكتاب؛ سواء طروحات المؤلف أم طروحات الفلاسقة الذين انتقاهم. فالمؤلف
و(فلاسقته) يهاجمون بعنف العداء لليهود بين الأوروبيين وعدم مساواتهم بين اليهودي وغيرهء وهم من جهة
أخرى يهاجمون يعنقف مساي اليهود. الذين اندمجوا في المجتمعات التي منحتهم حقوقهم المدنية الكاملة,
لأنهم يهذا الاندماج يتخلون' عن تميزهم وعن رسالتهم المقدسة التي تتلخص في افتداء العالم وتخليصه.
ولا يرى المؤلف. في غمرة إغراقه في التعصب الدينى وهذياته حول الرسالة المقدسة المناطة باليهود:
التناقض الحاد في هذا الطرح الذي يتضبمن رفضاً صهيونياً واضحاً للمساواة. فاليهودي حسب هذا الطرح
متميز ومختلف عن الناس العاديين؛ وبالتالي فهو نفسه مطالب برفض مساواة نفسه بالآخرين. وبين
«الفلاسفة» الذين يطرحون طروحات دينية صوفية مغرقة في فاشيتها وغيبيتهاء نقرأ باختصار عن «أرون
ديفيد غوردون» و«وليم موريس» و«توماس كارلايل» و«مارتن بابار.. ا
أما القسم الثاني من الكتاب فيتضمن الفصول التالية: «من هم أليهود؟», «من هم المسيحيون؟».
«من هم الفلسطينيون؟ ؟2 . وهذ!أ القسم من الكتاب مليء بتناقضات تتعلق برفض المؤلف للتمييز بين ما يسميه
53 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)