شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 197)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 197)
- المحتوى
-
222 * ** [111757
.منميدان الحياة. إلى ميدان الأدبء عبر المعاناة والقيم الجمالية. ونظراً للعمق التراثي» لهذا اللون من
الأدب: فإن استعادته. في أدب مجارب في واقعة وذاكرته, يكفل. للأديب امتداداً أصيلاً إلى الماضي» دون
افتعال الذاكرة. ويغني الأدب الفلسطيني بابداعات عربية' عميقة الجذور. ولأنه ليس بيننا من «تنقصه
حياة حتى لا يقدمهاء أو ينقصه موت حتى يخاف على حياته», كما قال الفضائي في المتشائلء'فإن الأدب
الساخر, في اعتماده الكاريكاتير النثري, يستطيع أن يزلزل قوة القمع, وأن. يكشف عنها هالة الجبروت,
ويظهرهاء من داخلهاء 'كفريال من ن الثقوب والافتراء. مما يفتح المجال مجدداً أمام نهوض الواقع النقيض
والأدب النقيض.
وتوطدا. فكيف قدم لناء قصصه الجديدة «الشجرة التي تمتد جذورها إلى صدري»؟
أدب أفكار
يفتتح سلمان ناطور مجموعته بقصة '«الخلاص من خمس حالات عاطفية». قصة فكرية.. مقسمة إلى
خمس حالاتء تنتقل من «لقد علمني غيري أن : أكشف عن هويتي بعد أن ادفن رأسي في الرمل», مروراً
ب «لقد أدركت الآن أن ما انكره في نفسي هو ما يثبته غيري في هذه النفس»., إلى «انتفضت وطهرت
نفسي فتبين لي أن جذورها تمتد إلى صدري» (ص 4؟ و55 و58).
وبخلو القصة من الحدث أو الشخضية. تقول الأنا.قولها دون تكوينء وبطريقة مباشرةء فتفقد القصة
سمات .القصة وتتحول إلى خاطرة ذهنية. أي أن سلمان ناظورء وهى يقول قوله. وينقل تجربته إلى ميدان
الأدبء لفظ المعاناة الجمالية» وسقط في الاعتراف الصحفيء رغم قوة الفكرة العظيمة التي يعكسها
وجوهريتها؛ «القوة فينا نحن وليست خارجناء, وكان, بالامكان: أن تصبح القصة نموذجاً لجانب هام من
وظيفة الأدب الساخرء لولا سقوطها في الذهنية. فخلقف الضعف الظاهر في الشعبء قوة كامنة عظيمة,
وخلف الجبروت الظاهر في السلطة؛ اهتراء وخواء لا حدود لهما. ولحظة الادراك العظيم, عندما يصل
الشعب. عبر ضعفه الظاهرء إلى قوته الكامنة, ويستخدمها. هذا هو جوهر الوظيفة الكفاحية لهذا الأدبء.
وهكذا اضاع سلمان ناطور. عليه وعليناء هذا التكوين, الذي استعجل القول فيه؛ وقدمه بمادته الخام» دون
اعتناء أو خلق.
ورغم التمائل في الاهتمام؛ بين سلمان ناطور وزكي الصلة (كاتب فلسطيني من قطاع غزة)؛ فإن هذا
الأخير في مجموعته: «العطش» (القدس: دار الكاتب, أيار ب مأيو ,)١97/8 يبدي عناية فائقة بوحدة
الموضوعء ويهمل وحدة الشكل والزمان والمكان» ويعتمد تشكيله البانورامي على المزج بين القص والخاطرة
والتعليق. ومع ذلك قدم «خماسية الوهج» القريبة المحتوى من «خمس حالات», بلوحات قصيرةء شديدة
الشاعرية؛ استنجد خلالها بالطبيعة والطيور والماضي والحاضرء ليرصف كلمة شجاعة في وجه الاحتلال.
ولكن سلفان ناطورء يواصل تمسكه بأدب الأفكار. وهذه المرة معتمداً على الايحاء. في قصة «بشير
مسلم الجبعي». الذي سموه «بشيراً لأنه بشرّ بقدرة الوالدة على الحبل بعد أن قطعت الأمل» (ص 07).
وفي قصة «مقدمات في سيرة اعرابي», الثلاثية التكوين» يمزج بين الأفكار والشخصياتء ولكن ملامح
الشخصنيات لا تثيتها أفعالها أو أقوالهاء وإنما يثيتها التعليق الخارجى. وتعود القصة إلى زمن الانتداب
البريطاني, حيث كان هنالك ثلاثة مخاتير في قرية «دالية»: «الأول عينه أهل القرية والثاني عينه الانكلين
والثالث عين نفسه بنفسه» (ص 218). والمختار الثالث؛ كان يزور الخواجه شلومو. أكثر من ثلاث مرات في
الاسبوعء فيما الضابط الانكليزي يشرب القهوة في بيت الخواجه شلوموء مندوب الوكالة؛ في بيته الجديد
على أرض «الشلالة». وأمامهم, وفي بيت المختار المختار الثالث. صرخ الاعرابي الحكيم:
- بعتوها.. بعتوها بمسحة ذقن يا اولان ال...
لقد نجح سلمان ناطور في رسم التكوين السياسي لتلك الحقبة» عبر تحالف الضابط الانكليزي
5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)