شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 10)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 10)
المحتوى
عد قريب» تَبِدّل قادة الساعة بغيرهم, من الرجال المعارضينء الذين لايقلون تعلّقاً بها,
من هؤلاء. وتخاذلا».
ويرفض كمال جنبلاط حصر أسباب الكارثة العربية في فلسطين بهذين السببين
الخطيرين, اللذين يصفهما بأنهما من «الأسباب الظاهرة», أو الخارجية (الاستعمار
وعملاؤه). فيتعدّاهما إلى أسباب جوهرية خفية للنكبة» تتعلق مباشرة بمكوّنات الاجتماع
العربي العام؛ لااسيما:
(1) الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتآخر في الدول العربية. (البداوة,
الإقطاعية أو الملكية الكبيرة والبرجوازية المالية المسيطرة التي تستغل الوطنية والقومية,
لبلوغ أهدافها).
(ب) الجهل المطبق؛ فالمعرفة تحرّرٌ بحد ذاتها.
(ج) الحس الرجعي الذي يجنح.ء بالأغلبية» إلى التعصّب الذميم وانقباض الذات
على نقسهاء وإلى التواكلية التي تغلب في المجتمعات البدائية
وانطلاقاً من حصره الأولي للأسبابء الظاهرة والكامنة في الجماعات العربية» يُعلن
كمال جنبلاط ان: «خطيئتنا الكبرى هي أننا نتطلعء دائماً. إلى الماضي الذي جعلنا منه
صنماً في هيكل الأصنام الذي نتعبّد ... لن تستطيع الشعوب العربية أن تنهض وتتخلص
إذا لم ترتفع, بالأمل وتتوق بالنزعة»؛ إلى مافوق الأوثان» فوق العنصريات والتكتّلات: فوق
الاكتفاء بالماضي وآثاره وبالحضارة الغربية وتقليدها وتجديدهاء إلى ماهو أثمن من التراث
ومن الفلسفة والفن والعلمء؛ إلى الايمان بالحياة...». ويقسيٌ كمال جنبلاط هذا الايمان
الحياتي» بأنه: أولاً. ايمان بالتطور على إطلاقه (تطور الكون والجهاد والمادة الحّية
والانسان والجماعة البشرية بجميع عناصرها المادية والروحية). والايمان بالقضية
الفلسطينية» يندرجء عندهء في سياق هذا الايمان الكامل بالحياةء الذي هو إيمان بتطور
الانسان وانتصاره. ولهذا بادر كمال جنبلاط في مطلع الخمسينات, إلى الإفصاح عن
أساس نضاله السياسي بقوله: «إن كلمة الساعة هي في لبنان (وفي البلدان العربية) وفي
كل بلد من بلدان العالم: علينا أن نكون في مقدمة التطور فنصيره ويصيرٌ منّاء.
واعتبر أن القضية الفلسطينية هي مقدمة التطور القومي العربيء الذي سينهض في
الخمسينات والستينات: وان تحرر الانسان العربي واحد لايتجزأ. فلكي تكون مناضلاً
عربياً لابد أن تمرّ بالمطهّر الفلسطيني؛ ولكي تكون مناضلاً فلسطينياً حا عليك أن تكون
مناضلاٌ عربياً كاملاً. وملتزماً إنسانياً صارماً. هذه المسألة. بلورها كمال جنبلاط, بشكل
أوضح.ء في مقالته: «لبنان والعالم العربي», حيث يعلنء في نهايتهاء أنه: ريما يتوجب على
لبنان أن يضحي» ذات يومء بكل شيءء في سبيل حرية شعب ماء أو في سبيل حرية إنسانٍ
واحد». وهكذاء تبلغ المواءمة الجنبلاطية» بين القومية العربية والقضية الفلسطينية؛ وبين
لبنان والتزامه الحر حتى التضحية بذاته في سبيل الحرية والثورة التحررية تبلغ ذروة
من التكامل الجدلي لم تشهده السياسة العربية الحديثة من قبل.
فكارثة 1184 بما سيقها ويما تمحّض عنهاء من مستجدات ومتقيرات ومتطليات
تاريخ
سبتمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17154 (3 views)