شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 102)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 102)
- المحتوى
-
طارق شاب عراقي يحيا في مجتمع ما زال يقتل الفتاة إن عشقتء كيف نتصور قبوله,
دون اعتراضء أن تغدو أخته واحدة من عدة عشيقات لرجل من خارج مجتمعه؟
وكيف يمكن أن نقتنعء أن فتاة أرستقراطية» مثل وصالء ليس في حياتها شيء جدي
واحدء وتكاد تفقد عقلها من الشيق, تتحول فجأة إلى فدائية في لبنان» لتتسرّب من بين يدي
السلطات الإسرائيلية حتى تصل إلى وليد في كهفه؟ ولنفرض أن ذلك ممكنء هل يمكن لهذا
النمط من النساءء أن تخاطر إحدىممثلاته بحياتهاءلمجرد أن تلتقي بحبيب في الستين من عمره؟.
ْ ويندرجء في باب التكرار وغياب الموضوعية: بطولات وليد مسعود. بطولة دون عقبات,
ودون التفات للظروف الواقعية. كيف يمكن أن نتصوّر رجلا أشرف على الستين من عمره,
لم ينل تدريباً عسكرياً. وليس له معرفة بعمليات الداخل؛ يدخل إلى فلسطين المحتلة» ويذبح
اليهود ذبح الخراف! هل بلغ الضعف والعجز بالإجهزة البوليسية الإسرائيلية» أن تسمح
لرجل. سبق وأن قبضت عليهء وحققت معه. أن يذرع فلسطين طولا وعرضاًء ويقتل
يقته العنيدة» إلى أن يشفي غليله, ثم يخرج إلى حفلاته وعشيقاته؛ دون أي اعتراض.
إذا كان المقصودء من هذه البطولات السهلة, تمجيد البطولة الفلسطينية: فإن
النتيجة كانت عكسية. وذلكء لأن هذه البطولات تقع في دائرة العجز والتردد. د أنه قبل
القيام بعملية في الداخل, مهما كانت صغيرة؛ عليه أن يقوم بدراسة لطويوغرافية المنطقة,
وتحرّكات العدو؛ بالإضافة إلى التدريب الشاق» وغير ذلك من عشرات التفاصيل. والنتيجة
لا تكون دائماً قتل العشرات من جنود العدو. إنها أحياناً لا تزيد عن جرح شخصين أو
ثلاثة .
عدا عن أنه من الصعب علينا أن نتصور أن منظمة فدائية» تسمح لقائد من قادتهاء
أشرف على الستين من عمرهء أن يستقر في داخل الأرض المحتلة» ليقتل أعداداً غفيرة من
جنود العدى. انتقاماً لمقتل إبنه. وأما إمكانية إرسال عشيقاته إليه في الداخل؛ فهي غير
واردة قطعاً. ١
كما أننا نعجب إلى درجة الذهولء: من أحد قادة المنظمات الفدائية. وهى الذي يقود
عمليات مسلّحة 0 أقسى الظروفء أن يقتصر عالمه الداخلي على وصف طفولته. أو على
الحفلات التي أشترك فيهاء أى العشيقات بكل تفاصيلهن الجسدية. ألا تخطر منظمته
والظروف السياسية والخطط العسكرية:ء ولو للحظة واحدة:, في ذهنه؟ تصوروا نوعية الأفكار,
التي تخطر في ١ دن وليد مسعود بعد عملية فدائية
«آه فلأمتء أن كان لك بموتي أن تحيي يا مدينتي. يا اوغسطين قرطاجه. ما الذي
كنت ستقوله لو علمت؟ شعبي الأعزل يقتلونه» ويقتلعونه, وينسفونه» ويبعثرون أشلاءه غبر
وديان الأرض وجبالها...».
إن ما لم يخطر ببال وليد مسعود أن الثورة عمل كاملء؛ وليست مجرد هامش ضئيل
من حياة ثريء مستمتع بحياته. كما أن الكتابة عن تجربة كالثورة, والكفاح المسلّح تحتاج
إلى معايشة؛ من الواضح أن وليد مسعودب يفتقد أولياتها العملية, أى خلفياتها السياسية.
هل نتصور همنفواي يكتب «لن تقرع الاجراس» أو مالرى يكتب «ايام الامل» لى لم
يشاركا مشاركة فعلية في الحرب الاهلية الاسبانية؟ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 118
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10379 (4 views)