شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 103)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 103)
- المحتوى
-
كما أنني عاجزء بالفعلء: عن التوفيق بين آراء وليد الليبرالية, التي لا تريد قسر التطوّر
الإجتماعي, وبين التزامه بالكفاح المسلّح. هل يعتقد الكاتب أن الثورة في العالم الثالث سوف
تؤدي إلى قيام مجتمع ليبراليء تقف على قمته طبقة من المقاولين وأولاد العائلات
الأرستقراطية من نمط عامر عبد الحميد, وليد مسعودء إبراهيم الحاج نوفل. طارق: وصالء
مريم الخ... وهم عالم وليد مسعود الحقيقي؟
إن الثورة والكفاح المسلّح, في هذه الرواية. هما مجرد تسلية عابرة لطبقة من المقاولين
والأثرياء. إنهما يصبحان جزءاً من الحياة الإجتماعية المريحة التي يغرق فيها وليد.
البطولة. بدون عقبات: هى أحد الملامح الأساسية لهذه الرواية.
وبالقدر نفسه من غياب الموضوعية, ومن افتقاد المعرفة بالأوّليات يتعامل وليد مع
الفكر السياسي والإقتصادي والإجتماعي.
ها هى أفكار وليد الحضارية:
«كان يريد لهذا المجتمع (المجتمع العراقي _ربما العربي أيضا) أن يحقّق ذاته
عن طريق العقل, والحرية والإبداع...».
إن التصنيع قد فرض على المجتمعات الأوروبية» بواسطة «أقليات عاتية لا تحيد
عما صممت عليهء وتعتبر المشكلات كلها قابلة للحل بالوسائل التقنية والعقلانية: طلباً
للتقدّم. غير أن هذه العقلانية المفروضة من فوق تقلقه...» لأنها سوف تتحوّل لتصبح «ذريعة
لتمرير أهداف خاصة لفئات تعطي الخبز للفم بيدء وتسلّط المقرعة على العقل باليد
الأخرى...».
وما هو الحل لهذا المأزق؟
«الحلول» في آخر المطاف, يجب أن تنبع من الداخلء من الإرادات التي تمثل
بمجموعها هوية الأمة2 وإن العقل كما يراه هىء مزيج ذو ظلال لاتحصى يجب أن يتحرّك
بملء الحرية, مدفوعاً بنزعة الإبداع الغامضة أبداً. الخطيرة أبداًء لكيما يستطيع أن يفعل
فعله الحقيقي في المجتمع».
وبكلمات أوضح. إنه إذا كان لابد من قيام عملية قبير اجتماعي وسياسي لتصنيع بلد
عنها أدم سميث» أو «نزعة الإبداع الغامضة». كما يسميها وليد مسعودء» قادرة على حل
جميع المسائلء بأسهل الطرق وأسلسها.
سوف نتحدّثء فيما بعدء عن الدلالات الايديولوجية لهذا الحل السهل الساذج لمسائل
شديدة التعقيد. إن ما نوّد أن نؤكّدهء هناء هو أن طرح هذه المسألة يفتقد المعرفة بالأوّليات.
هل يمكن قيام تصنيع دون قسر اجتماعي واقتصاديء ويالتالي سياسي؟ كيف يمكن أن يتم
قيام تراكم رأسماليء وهى ما تحتاجه الصناعة الثقيلة من خلال «نزعة الإبداع الغامضة»؟
٠١ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 118
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 17154 (3 views)