شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 107)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 107)
- المحتوى
-
وبهذاء يكون حلم اليقظة إسلوباً في الرؤية. يصبح الحالم فيه غاية؛ وكل ما عداه
أدوات ووسائل لخدمته. ولكن الفارق بين حالة الطفلء والرجل الحالم إن هذا الأخير
لايستطيع أن يتخلى تماماً عن خبراته في البناء الدرامي» وفي تنوّع أساليب المتع؛ التي
ترضيه. فمن المستحيل أن نتصوّر طفلاً يحقق اكتفاء من خلال شهرته كفيلسوف. كما أن
كثيراً من الناس يخلطون بين أحلام اليقظة, والحياة الواقعية. وهو ما تحدّث عنه
غاستون باشلار في كتابه «جماليات المكان».
بعد هذا العرض السريع لأحلام اليقظة النمطيةء دعونا نعود إلى الروايةء لندرسها
كنتاج لحلم اليقظة من ثلاثة جوانبء. فقطء. رغم أنها تحتمل أكثر من ذلك بكثير.
الجائب الأولء إن بناءها الأساسي يستند إلى حلم يقظة نمطي. وليد مسعود يختفي
في هالة من البطولة. فينفجر الجميع أسى وحباًء لوعة وشوقاً. ولكن وليد مسعود هناكء, في
كهف من الكهوفء يرقب ردود الفعل» وسوف يعود. وهو يعيد تحقيق كل أمانيه القديمة:
يعيد مضاجعة أجمل النساءء يحفز الرجال والنساء لاستلال أقلامهم وكتابة تاريخ حياته.
إن أربعة كتب على الأقلء ستكتب عنه لمجرد أنه اختفى. وهى قد عاقبء من خلال اختفائه.
كل الذين أساؤوا إليه. طارق يقبل أختهء متواطئاً معهاء في علاقتها بوليد. كاظمء الذي أساء
لوليدء يعترف بحبه له من خلال انفجار انفعالي عنيف.
أما هشام الذي يبدو إن وليد كان يشعر بالذنب تجاهه.ء لأنه أي وليد أغوى
زوجته مريم الصفار, فقد انكشف كرجل كان يستد عي المومسات إلى بيته. وهو ما زال
زوجاً. هل يلوم أحد مريم ووليد بعد ذلك؟
وبعد غياب وليدء نكتشفب أن جواد حسني قد كرّس حياته لتأليف كتاب عن وليد.
وطارقء: ومريمء ووصالء وإبراهيم الخ... الجميع أصبح وليد جوهر حياتهم. وقضيتهم
الوحيدة.
علينا هنا أن نتذكر أساليب الأطفال في الإحتجاج على إهمال الأبوين لهم. إنهم
يستعيدون مكانتهم, كمركز للعالم كله. حين يختفونء خالقين الوهم إنهم ماتوا. ويجد الطقل
إكتفاء غير عادي حين يرىء في خياله. الحزن والأسى الذي تولد عند الجميع نتيجة لغيايه.
وحين يعودء يستقبله الجميع بالحب والندم. أما الذين سبّبوا أذى للطفلء فهم الذين سوف
يعاقبون بقسوة.
ألا نكتشفء في غياب وليد مسعودء الدوافع نفسها والنتائج ذاتهاء ولكن بعد أن
مرت في مصفاة التجربة الحياتية الطويلة؟
الجانب الثاني. هو القفز فوق الواقع الموضوعيء وغياب القدرة على الإقناع. لقد
سبق وقلنا إن كل شخصيات الرواية. وبخاصة شخصية وليد مسعودء غير مقنعة» ومنطقها
الحياتي لايستقيم. فهى يقود ثورة لاوجود لها في أفكارهء ولا في تأمّلاته. يضع فلسفة.
ينفيها بسلوكه. يحتل مكانة خطيرة في مجتمع مغلقء لاينفتح بسهولة للغريب» لأسباآب
مبهمة. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 118
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10380 (4 views)