شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 117)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 117)
- المحتوى
-
ومهما يبلغ التفاوت بين هذه الآراءء يبقى قاسم مشترك بينهاء وهى أن العقيدة
الدينية ليست هي التي تحدّد ٠ طابع أدبه. ويدلّون على ذلك بالقول: إن الإطار الفني
والنفسي لروايات عجنونء لا يتفق مع دائرة الإمكانيات الواقعية والفكرية الكامنة في
اليهودية الأرثوذكسية. فهو لا يتمائل مع شخصيات رواياته. فإلى جانب النظرة المتعاطفة
جداً مع أنماط الحياة اليهودية ال هناك مكان لنظرة أخرىء ويمكن أن نجد ذلك في
انتقاد عجنون, في رواية «الأمس الأول». لسكان حي ميئاه شعاريمء في القدس, المغالين في
تديّنهم. وإن كنا نجد في الرواية نفسها دعوة مستمرة إلى الحفاظ على المناسك الدينية,
والقول: إن البعد عن الدين اليهودي وقِيّمِه يجلب الكوارث, فإن صورة اليهودية._ ٍ
كتابات عجنون ليست متكاملة, ومن الصعب الإفتراض أن وراءها موقفاً دينياً مستقرا
وثابتاً. فالصيغة التقليدية التي يضفيها عجنون على رواياته هي القشرة الخارجية فقطا
وهي تستخدم قناعاً في الاتصال بين الأدب وقرائه.
الأساس الديني: حقاً إن للاساس الديني أهمية خاصة في روايات عجنونء إلا أن هذا
لا يمكن أن يحوّله إلى كاتب ديني. ويمكن القول أن رواياته هي مظهر خاص لتشكيل
الأساس الديني في الأدب العبري العلماني(). إذ تدور المشكلة الدينية عنده حول كشف
الواقع اليهوديء الذي تتناقض فيه اليهودية التقليدية» ولكن دون إتخاذ موقف حاسم من
هذه المسالة. قالأساس الديني لدى عجتون يتعدى كونه واقعاً فنياً محضاً ليقود دائماً
إلى مركز الصراع حول تفسير الوجود اليهودي.
ويبدى أن عجنون ينطلق, في هذا الموقفء من معارضته لتجميد صور الحيباة
التقليدية, التي تعتبر إستمراراً لما نادى به رجال الهسكلا. غير أن الأمر لديه يختلف عنه
في روايات أدباء. الهسكلاء فهو لا بع أصابع الإتهام إلى اليهودية التقليدية بِرُمّتهاء كما
فعل رجال الهسكلا. فرواياته لا تستخف بجوهر الحياة الدينية التقليدية» بل تطالب
اليهودية التقليدية بأن تبدي رأيهاء في ضرورة إجراء مراجعة في داخل إطارها الذاتي,
مما يدفع عجنون إلى كشف تفسّخ الحياة الدينية. على النحى الذي أشرنا إليه حين
تحدّثنا عن موقفه من حي ميئاه شعاريم في القدس. كما أنه لا يكن عن استتكار تفسّخ
الحياة العلمانية, نتيجة إفراغها من المضمون الديني اليهودي. ويظهر ذلك جلياً في رواية
«الأمس الأول» التي تنتقد الصهيونية السياسية من ناحية إهمالها المضمون اليهودي.
لدى المستوطنين الجدد القادمين إلى فلسطين.
الصراع بين الأجيال وموضوع العودة: هنالك مشكلة أخرى مرتبطة بالمشكلة الدينية
في أدب عجنون, وهي مشكلة الصراع بين الأجيال والتعارض بين العرف الجماعي في
المجتمع؛ وبين الاتجاهات الفردية للجيل الجديد.
كذلك يرتيط موضوع العودة المتأخرة بموضوع الخروج. حيث أن الأسباب التي
التى تدفع الربى يوديل في رواية «زفاف العروس» ومنشاً حاييم في رواية «استقام المعوج»
1١١/ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 118
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6702 (5 views)