شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 121)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 121)
- المحتوى
-
اليهودي إليها يعرف ما يدفعه إلى ذلك, ولكنه عندما ينزح منها لا يعرف سبب ذلك
(ص؟١6). كما أن الهجرة إلى «أرض إسرائيل», يحسب ما جاء ف الرواية, هى واجب
على كل يهودي: «يجب على كل يهودي أن يسعى للهجرة إلى أرض إسرائيل ليحظى
بالسكن فيهاء لان الأمة الإسرائيلية مصدرها هناك». (ص /اا١).
كما تدعو الرواية إلى تبنى شعارين: العمل العبريء. واحتلال العمل الذي رفعه
بعض رجال الهجرة الثانية وعلى رأسهم أهرون دافيد غوردون صاحب «دين العمل». وها
هى بطل الرواية اسحق كومار «يتحدّث بحماس عن دين العمل» (ص .)١17١ والمعروف
إن تنفيذ هذين الشعارينء كان سيقود بالضرورة إلى إلحاق أفدح الأضرار بالعمال العرب
سكّان البلاد الأصليين, ناهيك بالحديث عن الأضرار التي كانت ستنجم عن الإستيطان
ومراميه والتي سيكون ضحيتها عرب فلسطين. وعجنون كان يدرك ذلك بالتأكيد. وكان
يدركء بلا ريبء انه عمل غير إنساني وغير أخلاقي البنّة. وهنا تهاجم الرواية» خدمة
لشعاري العمل العبري واحتلال العملء «إستخدام العمال العرب لخبرتهم ورخص
أجورهم» (ص .)6٠
ويأتي انتقاد التراخي عن الإستيطان مواكباً «للدعوة إلى العمل وفلاح الأرض»
(ص 8). «واولئك الذين يعتبرون أنفسهم مبعوثي الأمة ومنقذي إسرائيل دون أن أن يقوموا
بأي عملء لا يعرفهم الشعب ولا يرغب في معرفتهم... إنهم ينتظرون مستقبلاً أفضل,
بينما يقوم العرب بإنجاز عملهم» (ص 585).
ولا بد من الإشارة هناء إلى أن النظرة النقدية إلى الزعماء الصهيونيين والمؤسسات
الصهيونية في الرواية ليست مطلقة؛ بل انها مرهونة بقدر ما يقدّمه هؤلاء الزعماء وتلك
المؤسسات من مساهماتء من أجل تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين والإستيطان
بمضمونه اليهودي الصهيوني» فككّما عر عن هذين الهدفين زادت وتيرة الإنتقادات»
أما إذا قدّموا شيئاًء مهما كان ضئيلاًء فالمديح من نصيبهم. فالرواية تكيل المديح لتيودور
هرتسل مؤسس المنظمة الصهيونية العالمية. بسبب الدور الذي قام به في سبيل تشجيع
الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتنظيم النشاط الإستيطاني فيها: «لولا ظهور هرتسل لكنا
قد أضعنا أيامنا في المنفى ولما هاجرنا إلى أرض إسرائيل» (ص ؟7؟).
النظرة العنصرية إلى العرب: وننتقل إلى الجانب الثانيء ونعني به نظرة عجنون إلى
العرب كما تُعبّر عنها الرواية» وهي نظرة معادية ولا شك. فهو يتحامل عليهم بشكل
واضحء . ويعتبرهم حجر عثرة في طريق الإستيطان اليهودي في فلسطين. وخطراً على اليهود
عموماً. وينسب إليهم كل ضرر يلحق باليهود» ولا يترك مناسبة إلا ويبحث عن شيء يسيء
إلى عرب فلسطين سكانها الأصليين. وحتى نكون منصفين في عرضنا لهذه المسآلة,
سنكتفي بإيراد أمثلة, وما أكثرها في الرواية تثبت أنه يّصدرء في كلامه. عن نظرة
عنصرية ضد العرب.
فلدى وصول اسحق كممارء بطل الرواية» إلى فلسطين, وفي ميناء يافا «يقايله
١١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 118
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)