شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 122)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 122)
- المحتوى
-
الحمّالون ولا يكفون عن طلب النقود وبعدها البقشيش » (ص .)2١ وقد يقول قائل: إن
هذا محتملء ونرد عليه بالقول: ولكنء لماذا يوّكد عجنون في الرواية أن الحمّالين هم من
العربء في حين أن الحمّالين اليهود لم يقدموا على ما أقدم عليه الحمّالون العرب؟.
كما أن العرب في فلسطين. حسب الرواية» يزاحمون المهاجرين اليهود الذين
يبحثون عن العمل في المستوطناتء ولا يتركون لهم أية فرصة للعملء «فجأة تنشق الأرض
عنهم (أي العرب) ويثيرون الغبارء بينما يغطون المستوطنة لكثرة عددهم» (ص 44).
وينظر عجنون إلى العرب على أنهم مصدر إزعاج؛ فهم يسببون الإزعاج حتى
لاسحق كومارء المهاجر البسيط الذي جاء للإستيطان في فلسطين:بما يستتبعه هذا من
مشقة, ولم يأت للإستجمامء فهو ما أن يخلد إلى النوم حتى يزعجه العرب «بضجيجهم
ونهيق حميرهم وأصوات ما تحمله النساء العربيات من دجاج وهنّ في طريقهن إلى
السوق» (ص 1
يزاحدمهم العرب أيضاً «محدثين صخياً وكآنهم أعداء جاؤوا يحاصرون مدينة» (ص 6
ولمًا التقى اسحق كومار سونيا (وهي ترمز إلى الصهيونية الجديدة في الرواية)
في منزلها في يافاء رأى صورة معلّقة في غرفتها فأخبرته بأنها صورة بريليء الذي «قتل
بأيدي العرب» (ص 5١١)ء وهذا ما يريد عجنون تأكيده؛ فالعرب قَثَّلّةء في نظرهء أما لماذا
قتل العرب بريليء فهو لا يورد السبب... المهم عنده أن يثير الكراهية ضدهم.
كما أن العربي. حسب كلام عجنون في الرواية» إنسان مزواج» فهو يصف فندق
تفيلينسكي في القدس بأنه مثل «بيوت العرب الأغنياء الذين يتزوجون نساء كثيرات
ويخصصون جتاحاً لكل واحدة منهن» (ص .)١5 ١
إلى هذا الحد يصل التعصّب ضد العرب لدى عجنون: فهى يحاول الإساءة إليهم
وتشويه صورتهمء مستخدماًء في ذلك, كل ما يصل إليه خياله من صفات قد تكون فردية,
ولكنه يحاول جعلها عمومية لدى العرب.
ويركز عجنون على هذه النظرة؛ إلى درجة محاولة إبراز العرب في صورة ناكري
الجميل «فرغم كل ما يسببه العرب للمهاجرين اليهود من متاعبء فإن اليهودي يضحي
بحياته لإنقان عربي كاد يغرق في بحيرة طبرية» (ص .)١78
ولزيد من إثارة الكراهية ضد العربء يربط عجنون هذه المسألة بموضوع ديني؛
فبينما كان الربي جرونام يقوم بورقان يلقى موعظتهء وكل الناس آذان مصغية:؛ «يُحدث
أحد العرب ضجة وهو يقوم بشراء إناء فخاري (جرة) من أحد الحوانيت القريبة»
(ص .)٠١5
ويصوّر عجنون العربي في صورة من يسعى دائماً لقتل اليهوديء وإن كان
١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 118
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6704 (5 views)