شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 185)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 185)
- المحتوى
-
من أعمال الدفاع الذاتيء, وأن اسرائيل
«لاتستطيع أن تعتمد على الآخرين بكل ما يتعلق
بسلامتها وأمنهاء حتى لى كان المعنيون أصدقاء
وحلفاء» (المصدر نفسه). وأضاف بيغن أنه في
ذلك اليوم الذي سوف تعتمد فيه اسرائيل على
الآخرين في القرارات المصيرية المرتبطة بحقيقة
وجودهاء فإنها ستخسر حقها وقوتها في الدفاع عن
نفسها بقوتهاء وفي ذلك اليومء «تتوقف اسرائيل
عن كونها دولة مستقلة. وبدلا من أن تكون حليفة
ستصبح تابعة» (المصدر نفسه).
وتضيف المصادر الاسرائيلية أن هذا الجى
العاصف الذي طبع اللقاء الأول بين المتباحثين»
تغير .فجأة في مساء ؟١/!/١5481١؛ وذلك بعد
تلقي المبعوث الأميركي توجيهات جديدة من
واشنطن. وتراجع ماكفرلين عن الصيغة التي
اقترحها في جلسة المباحثات الأولى» وتم التوصل
إلى صيغة متفق عليها قرأها ماكفرلين بموافقة
رئيس الحكومة الاسرائيلية. ومما جاء في البيان
الختامي للمحادثات: «أن حكومتي الولايات
المتحدة واسرائيل. أجرتا مباحثات مستفيضة,»
بصدد العملية الاسرائيلية ضيد المفاعل النووي
العراقى... وأن المباحثات جرت في جى من
الصراحة والصنداقة التى تطبع العلاقة بين
أصدقاء وحلفاء. وتعلن حكومتا الدولتين أن أي
سوء تفاهم كان ممكناً أن يظهر بعد العملية
المشار إليهاء قد تم توضيحه بموافقة الطرفين
ورضاهماء (ر. إ. !.. العدد ١١ 589١
و41/17/14؛ ص .)٠١ وهذه الصيغة تختلف
عن الصيغفة التي حملها معه ماكفرلين من
واشنطنء والتي وردت فيها عبارات عن التزام
متبادل بين اسرائيل والولايات المتحدة,ء كدولتين
حليفتين» مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح كل
منهما قبل تنفيذ أية عملية. ونقل مراسل الاذاعة
الاسرائيلية عن مصدر اسرائيليء وصفه بأنه
رفيع المستوى قوله: انه لم يطرأ أي تغيير على
الوضع الذي كان قائماً قبل قصف المفاعل
العراقي. ٠ وستواا صل إسرائيل. استخدام
الاسلحة الأميركية التي بحوزتهاء كما كان الأمر '
قف الماضي حسبت تقديرها للدفاع عن النفس»
(المصدر نفسه. ص .)١١
ووصفت صيغة الاتفاق الأميركي الاسرائيلي
١186
المذكور بأنها «موجزة وغامضة إلى حد ماء ويبدو
أن الطرفين سيكون بوسعهما تأويلها بالشكل
الذي يلاثم أهدافهماء (المصدر نفسه).
والسؤال الذي يطرح الآن هو: هل كان توقيت
ضرب الأحياء المدنية في بيروتء في اليوم نفسه
المقرر لاستئناف شحن الطائرات إلى اسرائيل
مجرد صدفة؟ أم أنه محاولة اسرائيلية لتفسير
الصيغة المرنة لاتفاق استخدام الطائرات
الأميركية بصورة عملية إلى جانب الطرف
الاسرائيلي؟ أم أن العدوان الاسرائيلي حمل
موافقة أميركية مسبقة وفق ماتقتضيه أصول
«المصالح المشتركة» والتحالف والصداقة بين
الدولتين؟.
ردود الفعل
رغم أن الادارة الأميركية. وعلى لسان وزير
خارجيتها ألكسندر هيغ, عادت وأكدت على
استمرار تجميد إرسال الطائرات بعد قصف
الأحياء السكنية في بيروت» وتصاعد حدة العنف
ف الشرق الأوسطء إلا أن الواضح هو أن تلك
الادارة تتبع في كل مرة الأسلوب نفسه الذي
تتبعه دائماً. فبعد مرور وقت معين على استخدام
اسرائيل للسلاح الأميركي في العدوان: تلجأ
واشنطن إلى الاعلانات الصاخبة عن معاقبة.
اسرائيل, ثم تجري تقييماً للوضع وتعيد الأمور
إلى سابق عهدها.
وقد أوضح سدمحة دينتس, السفير الاسرائيي
السابق في الولايات المتحدةء حقيقة القرار
الأميركي القاضي بالتجميد2ء وقال أنه كان يهدف
إلى تحقيق عدة أهداف هي: ١ التنصل من أي
اتهام للولايات المتحدة بأنها كانت تشارك أو تعلم
بموضوع العملية ضد المفاعل العراقي.
" التخفيف من حدة الفضب في العالم العربي.
'"“ تلطيف الانتقادات الموجهة إلى الادارة داخل
الولايات المتحدة.
وأضاف دينتس أن هذه الأهداف. بنظر
واشنطن, قد تحققت. وكان واضحاً أنه بعد
تحقيقها «ستعود الولايات المتحدة اتستأنف تزويد
اسرائيل بطائرات أف .١7 ولم يكن هناك تفكير
أالحظة واحدة بأن توقف الولايات المتحدة. إرسال - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 118
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)